اين تتجلى علاقة الاسلام بالشرائع السماوية السابقة
الكثير اثار هذا السؤال اين تتجلى علاقة الاسلام بالشرائع السماوية السابقة ذهنه وتفكيره للتعرف على علاقة الاسلام بالشرائع السماوية السابقة هل يتطابق معها او يختلف معها وما هي الاشياء التي يتفق فيها الاسلام مع الشرائع السماوية الاخرى والاشياء التي يختلفون بها عن بعضهم البعض ,حيث اننا نسنستعرض لكم تفاصيل الاجابة النموذجية للتعرف على اين تتجلى علاقة الاسلام بالشرائع السماوية السابقة.
اين تتجلى علاقة الاسلام بالشرائع السماوية السابقة
جوانب الاتفاق بين الشرائع السماوية:
والحديث هنا إنما يتنزل على أصول الشرائع التي جاءت من عند الله بغض النظر عما تعرضت له من تحريف أو تبديل، وجوانب الاتفاق تتجلى في عدة نقاط:
أولا: وحـدة المصـدر:
فهذه الرسالات واحدة في مصدرها حيث تلقاها الرسل الكرام صلوات الله وسلامه عليهم من عند الله سبحانه وتعالى وكان دورهم فيها لا يتجاوز التبليغ عن الله: ﴿ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴾ [الشورى: 13] ﴿ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ ﴾ [النور: 54].
وبناء على هذا فان أساس إيمان المسلم التصديق بكل الرسالات والإيمان بكل أنبياء الله ورسله كما قال الله تعالى: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ﴾ [البقرة: 285] ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ ﴾ [النساء: 152].
ثانيا: وحـدة الغايات الكبرى:
فغايات هذه الرسالات وأهدافها النهائية واحدة، وهي هداية الناس إلى الله وتعريفهم به وتعبدهم له وحده وقد جاءت الرسالات كلها تأكيدا صادقا لهذا المعنى وكانت العبارة التي تكررت على ألسنة الرسل جميعا هي: ﴿ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ [الأعراف: 59].
ثالثا: الاتفاق في الأصول المبادئ العامة:
فالرسالات تتفق في أصول الاعتقاد كالإيمان بالله وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر، وكذلك أصول التشريع ومقاصده العامة كحفظ الدين والنفس، والعقل والمال والنسل، وكإقامة العدالة في الأرض: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ﴾ [الحديد: 25] وكذلك أصول المحرمات وأمهاتها كالإشراك بالله والزنا وقتل النفس بغير حق، وأكل مال الغير وشهادة الزور وغيرها.
وكأصول الأخلاق مثل الصدق والعدل والإحسان، والعفاف والبر والرحمة بالخلق وغيرها.
فهذه كلها وغيرها مما هو في معناها أصول دائمة باقية تمثل جوهر كل الرسالات والرباط الذي ينظمها جميعاً.
رابعا: اتفاقها جميعا في اسم الإسلام:
فهي كلها جاءت لإسلام الحياة لله فجمعها بذلك اسم الإسلام. فالإسلام بهذا المعنى هو دين الأنبياء جميعا: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾ [آل عمران: 19] وهذا ما نطق به القرآن على السنة الرسل يقول الله تعالى على لسان الرسول – صلى الله عليه وسلم – يقول: ﴿ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [يونس: 72] وإبراهيم و إسماعيل عليهما السلام قالا: ﴿ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ ﴾ [البقرة: 128] ويعقوب يوصى أبناءه قائلا ﴿ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 132] ويوسف يدعو ربه قائلاً: ﴿ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴾ [يوسف: 101] وقال موسى لقومه: ﴿ يَاقَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ ﴾ [يونس: 84] وسحرة فرعون لما آمنوا برسالة موسى قالوا: ﴿ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ﴾ [الأعراف: 126] وقال سليمان في رسالته لملكة سبأ: ﴿ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴾ [النمل: 31] وقال الحواريون لعيسى: ﴿ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 52] تلك إذا هي أبرز وجوه الاتفاق فما هي حكمة الاختلاف وما هي وجوهه؟.