سؤال وجواب

حديث عن فضل الرفق ونبذ العنف

إن منهاج الدعوة الإسلامية قائم على الرفق واللين ونبذ العنف والشدة ، ويدعو الى الرقة والرحمة، لا الغلظة والنقمة، ولقد رسم القرآن منهج الدعوة، بقوله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } (سورة النحل، الآية: 125)


والدعوة بالحكمة تعني الخطاب الذي يقنع العقول بالحجة والبرهان. والموعظة الحسنة تعني: الخطاب الذي يستميل العواطف، ويؤثر في القلوب رغباً ورهباً. والجدال بالتي هي أحسن، يعني: الحوار مع المخالفين بأحسن الطرق، وأرق الأساليب التي تقربهم ولا تبعدهم. وقد رأينا القرآن الكريم وهو يعرض لنا قصص الرسل عليهم السلام وكيف خاطبوا أقوامهم بالحسنى.

حديث عن فضل الرفق و نبذ العنف

ومن قرأ سنة الرسول الكريم القولية ممثلة في أحاديثه عليه الصلاة والسلام أو قرأ سنته العملية ممثلة في سيرته صلى الله عليه وسلم يجد أسلوب الرفق واللين واللطف في الدعوة والمعاملة شديدة الوضوح والعمق في أخلاقه عليه الصلاة والسلام.

وحسبنا أن ننقل من كتاب مثل (الترغيب والترهيب) للحافظ المنذري فيما أورده من أحاديث صحاح وحسان، في الترغيب في الرفق والحلم.

وأول تلك الأحاديث حديث سيدتنا عائشة عن النبي  “إن الله رفيق، يحب الرفق في الأمر كله”. وينبغي لنا أن نذكر هنا سبب ورود هذا الحديث، كما رأته وروته أم المؤمنين عائشة، فهي شاهد عيان، وكما رواه البخاري في صحيحه، قالت: استأذن رهط من اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا (أي للنبي): السام عليك. فقلت: بل عليكم السام واللعنة، فقال: يا عائشة: “إن الله يحب الرفق في الأمر كله. قلت: أو لم تسمع ما قالوا؟ قال: قلت: وعليكم” فهؤلاء اليهود من سوء أدبهم وسوء طويتهم لووا ألسنتهم، وحرفوا الكلم، فبدل أن يقولوا: السلام عليك، قالوا: السام ـ أي الموت والهلاك ـ ولكن الرسول الكريم من حسن أدبه، وعظمة خلقه، لم يرد أن يجعل من ذلك معركة، بل رد بهذه الكلمة النبيلة قائلاً: “وعليكم”. أي أن الموت مكتوب على كل البشر، علينا وعليكم. ثم علم عائشة هذا الأدب الرفيع أدب الرفق في التعامل، حين قال لها: “يا عائشة! إن الله رفيق، يحب الرفق في الأمر كله”

بالإضافة بقية الأحاديث ـ التي انتقيناها هنا ـ من كتابنا (المنتقي من الترغيب والترهيب): منها:

احاديث عن فضل الرفق

  • ما رواه مسلم عن عائشة: “إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه”. رواه مسلم عن عائشة برقم 2593
  • وعنها أيضاً، عن النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه” رواه مسلم برقم 2594
  • وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله عز وجل ليعطي على الرفق ما لا يعطي على الخرق، وإذا أحب الله عبداً أعطاه الرفق، ما من أهل بيت يحرمون الرفق إلا حرموا الخير” رواه مسلم برقم 2592 والطبراني ورواته ثقات، وأبو داود مختصراً.
  • وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أعطى حظه من الرفق؛ فقد أعطى حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرفق؛ فقد حرم حظه من الخير” رواه الترمذي برقم 2014
  • وقال حسن صحيح. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بال أعرابي في المسجد، فقام الناس إليه ليقعوا فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “دعوه، وأريقوا على بوله سجلاً من ماء ـ أو ذنوباً من ماء ـ فإنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين” رواه البخاري برقم 220، والسجل بفتح السين المهملة، وسكون الجيم: هو الدلو الممتلئة ماء. والذنوب بفتح الذال المعجمة مثل السجل، وقيل: هي الدلو مطلقاً سواء كان فيها ماء أو لم يكن، وقيل: دون الملأي.
  • وعن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا” متفق عليه. اللؤلؤ والمرجان برقم 1131 .
  • وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط، إلا أن تنتهك حرمة الله، فينتقم لله تعالى”. متفق عليه. اللؤلؤ والمرجان برقم 1502 .
السابق
منصة دروب تعلن عن فتح باب التسجيل في دورات تدريبه مجانية بشهادات معتمدة الشروط ورابط التسجيل
التالي
طريقه توصيل عناصر دوائر التيار المتردد والمقارنه بينهما

اترك تعليقاً

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply.