لم تعد مزاين الإبل التي تهتم المملكة بتنظيمها مجرد منافسات تقليدية، بل تحولت إلى مهرجان سنوي تحرص السعودية على إقامته لربط الأجيال الناشئة بتراث هذه البلاد وعاداتها وتقاليدها المستمدة من عمقها العربي الأصيل، والحفاظ على الموروث الذي تتناقله الأجيال وتحرص عليه. لذلك لم يكن غريبا أن تولي الدولة هذا الجانب جل عنايتها، حتى وصل إلى إقامة هذا المحفل بصورة سنوية باسم الملك المؤسس، وتحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، ومتابعة وإشراف من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وبات مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل قبلة يؤمها المهتمون بهذا التراث من كافة أنحاء العالم، لا سيما مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، الذين يحرصون على المشاركة في السباقات والمنافسات المصاحبة للمهرجان، وهو ما أضفى على الفعالية طابعا دوليا، بعمل دؤوب من إدارة نادي الإبل بقيادة فهد بن فلاح بن حثلين.
استحضار الماضي
لضمان الخصوصية والراحة لزوار المهرجان، ولتوفير بيئة تناسب طبيعة المناسبة، فقد تم تحديد موقع الصياهد الجنوبية للدهناء التي تقع شمال شرق مدينة الرياض على بعد 120 كيلومترا لتكون مقرا لـ«القرية السعودية للإبل» على مساحة 30 مليون متر مربع. ولم يكن اختيار هذا الموقع عن طريق الصدفة، حيث يرتبط برمزية محببة لجميع من ينتسبون إلى هذه البلاد، فقد كان نقطة انطلاق جيوش المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود لتوحيد البلاد.
وحرصت الجهات المختصة على أن يكون التصميم العمراني بالكامل مستوحى من البيئة العربية القديمة، حيث تنتشر الخيام وبيوت الشعر التي يشعر معها الزائر بأنه عاد سنوات طويلة إلى الزمن الجميل.
أقسام متنوعة
«الوطن» تجولت في أنحاء المهرجان، ولاحظت أن القرية تحتوي على أقسام متعددة، فالقسم الأول يشمل منطقة ميدان المزاين، والمنصة الرئيسية والاستراحات الملكية، ومدرجات كبار الشخصيات، ومدرجات الزوار، ومنطقة المزاد ومنطقة الفرز، فيما يضم القسم الثاني المخيمات والمجمعات، ويحتوي القسم الثالث على الشارع التجاري المسمى بشارع الدهناء، ويقع في شرق المهرجان. أما القسم الرابع فيحتوي على مركز القرية والمتنزه الصحراوي وبهما مناطق الأنشطة والفعاليات الترفيهية والثقافية، ومنطقة لبيع المنتجات والمأكولات الشعبية، بالإضافة إلى الحرف والصناعات اليدوية.
نشاط اقتصادي
شملت جولة «الوطن» سوق حراج الإبل الذي يقع على مساحة 5 كيلومترات في شارع الدهناء، حيث اصطفت على الجانبين الإبل التي يقوم أصحابها بعرضها بأساليب متنوعة وشيقة تتراوح بين الشيلات إلى أبيات الشعر. ويتنافس الباعة في ذكر مزايا إبلهم بأسلوب يثير الإعجاب، حيث يعددون صفاتها وطيب أصلها، لكنهم جميعا يتفقون على أن المهرجان له دور كبير في إنعاش السوق وزيادة حركة البيع، حيث إن المهتمين بالإبل يحرصون على زيارة السوق خلال وجودهم ضمن الفعاليات، ويبادرون إلى الشراء والبيع.
تتفاوت أسعار المتن بصورة واضحة، فبينما لا يتجاوز سعر إحداها ألفي ريال، يصل سعر البعض إلى ما يفوق نصف المليون ريال، ولكل نوع صاحبه ومن يحرص على شرائه. ويرجع عدد من الباعة زيادة حركة البيع والشراء إلى ما تقوم به إدارة نادي الإبل من جهود كبيرة وما تخدمه لأصحاب الإبل من خدمات جليلة تشمل الدعم الفني والاستشارات والخدمات الصحية والبيطرية.
خصال أصيلة
في بيوت الشعر التي ينصبها ضيوف المهرجان من المواطنين والشيوخ والزوار، باتت المزاين مناسبة اجتماعية وملتقيات اقتصادية وثقافية، فبينما ينشغل البعض بإلقاء قصائد الشعر ينهمك آخرون في سرد القصص والحكم، في الوقت الذي يركز فيه آخرون على تعداد المزايا التي تتمتع بها إبلهم المشاركة في المهرجان، ورغم ذلك فإن الجميع يتفقون على التباري في الكرم العربي الأصيل وحسن الضيافة والترحيب بضيوفهم، ودعوة العابرين والمارة لتناول القهوة العربية والشاي، يعلمون أبناءهم معاني الرجولة وحسن الخلق، يتبادلون الابتسامات، لا يهمهم من سيربح أو سيفوز، فكلهم فائزون.
وأشار عدد من الباعة والمشترين إلى أن مستوى الخدمات المقدمة من إدارة النادي والقائمين على المهرجان تشهد تطورا ملحوظا بصورة سنوية، كذلك فإن الاستشارات التي تقدمها إدارة النادي تساعد الباعة والمشترين على تجنب كافة أساليب الغش. وأضافوا أن الحراج بالسوق الذي يبدأ يوميا من بعد صلاة الظهر إلى صلاة المغرب يعتبر هو الأكبر على مستوى الوطن العربي والعالم.
ملامح المهرجان
-فعاليات ثقافية
-تطور ملحوظ بصورة سنوية
-ازدياد كبير لحركة البيع والشراء
-أساليب مبتكرة لتسويق الإبل
ألوان الإبل
-الوضح
-الشغل
-المجاهيم
-الحمر
-الصفر