السلام عليكم أريد ان اعود لزوجي كيف اعمل

الرجوع الي زوجك بالتاكيد هو افضل لك ولابنائك ,والتصليح بين الزوجين ما أمكن خير من الفراق والبقاء بعيدا، ولتنجحي في ذاك عليك بالصبر والمجاهدة والاصرار، والحكمة حتى تدركي هدفك وغايتك، فما أكثر سهولة الهدم وما أصعب الإنشاء، فاليد التي تهدم هي ذاتها التي تبني إنما التفاوت بينهما في فعل الشغل والوقت والوسائل.

فعليكي ان تتوكلي على الله وتستعيني بالله، وحطي يقينك بالله، وثقي بأنه سبحانه وتعالي هو وحده من بيده أن يُحضر إليك الخير ويدفع عنك الشر، وهو الأعلم بما ينفعك الأمر الذي يضرك، فاستخيري الله في أمرك، وهو سبحانه وتعالي سيختار لك الأمثل، وسيقدر لك الخير ويرضِّك به، وألحي علي الله سبحانه وتعالى بالصلاة آناء الليل وأطراف النهار، وفي اوقات رد فعل التضرع، واذكريه تحت الطاولة وعلنا وفي خلواتك، وتقربي إليه بالطاعات و بالاعمال الصالحة، فذلك سيساعدك في القضاء على توترك السيكولوجي، وسيبعث في نفسك وقلبك الإحساس بالسكينة والطمأنينة والراحة.

تذكَّروي بأن تصليح ما بينك وبين زوجك يكون له الحق في المجاهدة، والتنازل، والتضحية، والتسامح، والمودة، والرحمة، ولقاء السيئة بالحسنة، والعفو، والصفح، والخدمة، والتعامل برفقته في نطاق تشريعي، ملتزمة بالأخلاق النبيلة، والاستقامة، والصلاح، والتمسك بدينك، وبأخلاق المرأة الشريفة العفيفة، فهذا من حاله أن يفرض احترامك فوقه ويرفع من مكانتك لدى زوجك.

اظهري الي زوجك عن رغبتك في الرجوع إليه، واطلبي منه أن يسامحك عن تقصيرك في حقه، وأظهري له ندمك على ما ارتكبته من أخطاء في الفائت، واستعدادك لفتح صفحة قريبة العهد برفقته بعيدا عن المشكلات الفائتة، واستعدادك للتقويم من طباعك في طريق إسعاده واسعاد ابنائك، وتجنب المواقف والتصرفات التي كانت تضايقه، ما إذا كان في أسلوب وكيفية تفكيرك، أو في مظهرك، أو في أسلوب حديثك وتعاملك بصحبته.

ذكِّسقي زوجك بواجبه اتجاه ابنائه، وابعثي بداخله عواطف الأبوة والحنان، وبيِّني له أن من واجبكما أن تتحمَّلا سويا متولي مسؤليةَّتَكُما في تربية ومراعاة الابناء، والتنازل من أجل تأمين والحفاظ على حقوق الابناء، واعترفي له بضعفك وعجزك عن تربية الابناء بمفردك، وحاجتك لحمايته ومساندته.

ذكِّسقي زوجك بالذكرى الحسنة التي مرت في حياتكما، وامْدَحيه واذْكُسقي محاسنه وأثني فوقه، وتأكدي بأن هذا حتما سيسعده، خاصة وأنك ترفعين من رتبته وشأنه وقدره في مواجهة والدك أو شقيقته أو واحد من محارمك، ولأن الكلمة الطيبة الجميلة صدقة، وتسُرُّ النفوس وترطِّبها وتُلَيِّنُها ولو كانت كالصخر، والإلحاح في المطلب صاحبه لا يرد.

استعيني بوالدته او احد من اقاربه لاقناعه بالرجوع اليكي، فاحرصي حتّى تتودَّدِي إليها وتكسبي محبَّتها، وقومي بزيارتها بمعية ابنائك، واغتنمي أية واقعة وقدمي إليها عطايا تسرُّها، واتصلي بها واسألي عن أحوالها، وكرِّروي زيارتك لها فهي بكل الحالات الجدة الاولاد، وسيكون لها نفوذ أمتن على وَلدها في إقناعه بالرجوع إليك.

استعيني ايضًا في العودة إلي زوجك والنجاح بينكما بحكم سواء من أهلك أو أهله، لأنّ ذوي القرابة هم الأدرى من غيرهم بأحوالكما، والأعرف بطبيعة الجدل الذي بينكما، ومن ثم سوف يكون تأثيرهم أبلغ وأطيب في الفوز بينكما، وإن تعذر ذاك استعيني بغير الأهل من ذوي العدالة والنزاهة في الحكم على الموضوعات، وأصحاب الحكمة والخبرة ورجاحة الذهن، والقدرة على لَمِّ شتات المنازل.

وفي النهايةً عليكي أن تسلَّحي بالصبر فهو مفتاح الفرج، وخذي بالأسباب المشروعة، والحلول الممكنة، التي تساندك بتوفيق من الله للرجوع إلي زوجك، وتصليح ما بينكما، ولا تستعجلي الموضوعات، واحتفظي بهدوئك واتزانك السيكولوجي.

وحتى إذا لم يكتب لك الله العودة إلى زوجك، ما عليك سوى الاستسلام لأقدار الله، وثقي بأن ما قدره الله لك هو الذي فيه الخير، واختيار الله أسمى من اختيارك لنفسك، وهو أرحم بك من نفسك، وأعرف بمصلحتك منكِ، واعلمي بأنه ما حرمك سوى ليعطيك وما منعك من شيء سوى ليعَوِّضَكِ ويخلُفَكِ بخير منه، ولعل الأنسب لك أن تطوي صفحة ذاك الرجل من حياتك، وتبدئي حياة عصرية ، وليكن لديك عمل نبيل ووظيفة شريفة تنفعك وتجدي مجتمعك، واشغلي نفسك باهتمامات وأنشطة ذات سعر كبيرة جدا ورسالة مفيدة.

(المصدر المسلم)