منوعات

حكمة تقبيل الحجر الأسود

المحتويات إخفاء
حكمة تقبيل الحجر الأسود
ذلك أن عبادة الشيء عبارة عن اعتقاد أن له سلطة غيبية يترتب عليها الرجاء بنفعه لمن يعبده أو دفع الضرر عنه، والخوف من ضره لمن لا يعبده أو لمن يقصر في تعظيمه، سواء كانت هذه السلطة ذاتية لذلك الشيء المعبود فيستقل بالنفع والضرر أو كانت غير ذاتية له بأن يُعتَقد أنه واسطة بين من لجأ إليه وبين المعبود الذي له السلطة الذاتية، ولا يوجد أحد من المسلمين يعتقد أن الحجر الأسود ينفع أو يضر بسلطة ذاتية له، ولا أن سلطته تقريب من يعبد ويلجأ إليه إلى الله تعالى، ولا كانت العرب في الجاهلية تعتقد ذلك وتقوله في الحجر كما تقول في أصنامها: ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ [الزمر: 3] ﴿هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ﴾ [يونس: 18] وإنما عقيدة المسلمين في الحجر هي ما صرَّح به عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند تقبيله، قال: (إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك). رواه الجماعة كلهم أحمد والشيخان وأصحاب السنن.
فإن قلت روى الحاكم عن أبي سعيد الخدري أن عمر لما قال ذلك قال له علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: إنه يضر وينفع، وبين ذلك بأن الله لما أخذ الميثاق على ولد آدم كتب ذلك في رق وألقمه الحجر، وأنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «يأتي يوم القيامة وله لسان ذلق يشهد لمن استلمه بالتوحيد» فالجواب أن هذا الحديث باطل، انفرد بروايته عن أبي سعيد أبو هارون عمارة بن جوين العبدي، وأهون ما قيل فيه: إنه ضعيف، وكذَّبه حماد بن زيد، وقال يحيى بن معين: ضعيف لا يصدق في حديثه، وقال الجوزجاني: أبو هارون كذاب مفتر، وقال ابن حبان: كان يروي عن أبي سعيد ما ليس من حديث، وقال شعبة: كنت أتلقى الركبان أسأل عن أبي هارون العبدي فقدم فرأيت عنده كتابًا فيه أشياء منكرة في علي رضي الله عنه، فقلت ما هذا الكتاب؟ فقال: هذا الكتاب حق، وقال شعبة أيضا: أتيت أبا هارون فقلت له: أخرج إلي ما سمعته من أبي سعيد، فأخرج إلي كتابًا فإذا فيه: حدثنا أبو سعيد أن عثمان أدخل في حفرته وأنه لكافر بالله. فدفعت الكتاب في يده وقمت.
وتعظيم الشعائر والآثار الدينية والدنيوية بغير قصد العبادة معروف في كافة الأمم لا يستنكره الموحدون ولا المشركون ولا المعطلون، وأشد الناس عناية به الإفرنج فقد بنوا لآثار عظماء الملوك والفاتحين والعلماء العاملين الهياكل العظيمة ونصبوا لهم التماثيل الجميلة، وهم لا يعبدون شيئا منها، فلماذا نهتم بكل ما يلفظ به كل قسيس أو سياسي يريد تنفير المسلمين من دينهم إذا موَّه علينا في شأن تعظيم الحجر الأسود فزعم أنه من آثار الوثنية، ونحن نعلم أنه أقدم أثر تاريخي ديني لأقدم إمام موحد داع إلى الله من النبيين المرسلين الذي عُرِفَ شيء صحيح من تاريخهم وهو إبراهيم عليه الصلاة والسلام الذي جمع على تعظيمه مع المسلمين اليهود والنصارى؟ وبقي من حكمة استلام الحجر وتقبيله ما اعتمده الصوفية فيها أخذًا مما ورد في بعض الأحاديث الضعيفة كحديث علي السابق، وحديث ابن عباس: «الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ يَمِينُ اللَّهِ فِي أَرْضه» رواه الطبراني وهو أنه رمز لمبايعة الله تعالى، فكأن الحجر يمين الله تعالى، ومُسْتَلِمه مبايع له على توحيده والإخلاص له واتباع دينه الحق، والأعمال الرمزية معروفة في كافة الأديان السابقة، وقال المهلب: حديث عمر يرد على من قال: إن الحجر يمين الله في الأرض يصافح بها عباده، ومعاذ الله أن تكون لله جارحة، وإنما شرع تقبيله اختبارًا ليعلم بالمشاهدة طاعة من يطيع الله، وذلك شبيه بقصة إبليس حيث أمر بالسجود لآدم. اهـ.

حكمة تقبيل الحجر الأسود تشرفنا بكم، نوفر لحضراتكم حكمة تقبيل الحجر الأسود كما عودناكم دائما على احسن الاجابات والحلول والأخبار الرائعة في موقعنا ، يشرفنا ان نستعرض لكم حكمة تقبيل الحجر الأسود


حكمة تقبيل الحجر الأسود

  • ما ذكره السائل في تقبيل الحجر الأسود قد سرى إليه من شبهات النصارى والملاحدة الذين يشككون المسلمين في دينهم بأمثال هذا الكلام المبني على جهل قائليه من جهة وسوء نيتهم في الغالب من جهة أخرى، ومن عرف معنى العبادة يقطع بأن المسلمين لا يعبدون الحجر الأسود ولا الكعبة ولكن يعبدون الله تعالى وحده باتباع ما شرعه فيهما، بل كان من تكريم الله تعالى لبيته أن صرف مشركي العرب وغيرهم من الوثنيين والكتابيين الذين كانوا يعظمونه قبل الإسلام عن عبادته، وقد وضعوا فيه الأصنام وعبدوها فيه ولم يعبدوه.

  • ذلك أن عبادة الشيء عبارة عن اعتقاد أن له سلطة غيبية يترتب عليها الرجاء بنفعه لمن يعبده أو دفع الضرر عنه، والخوف من ضره لمن لا يعبده أو لمن يقصر في تعظيمه، سواء كانت هذه السلطة ذاتية لذلك الشيء المعبود فيستقل بالنفع والضرر أو كانت غير ذاتية له بأن يُعتَقد أنه واسطة بين من لجأ إليه وبين المعبود الذي له السلطة الذاتية، ولا يوجد أحد من المسلمين يعتقد أن الحجر الأسود ينفع أو يضر بسلطة ذاتية له، ولا أن سلطته تقريب من يعبد ويلجأ إليه إلى الله تعالى، ولا كانت العرب في الجاهلية تعتقد ذلك وتقوله في الحجر كما تقول في أصنامها: ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ [الزمر: 3] ﴿هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ﴾ [يونس: 18] وإنما عقيدة المسلمين في الحجر هي ما صرَّح به عمر بن الخطاب رضي الله عنه عند تقبيله، قال: (إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك). رواه الجماعة كلهم أحمد والشيخان وأصحاب السنن.

  • وقد بيَّنَّا في المنار من قبل أن هذا القول روي أيضًا عن أبي بكر رضي الله عنه، وروي مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأن أثر عمر كان العمدة في هذا الباب للاتفاق على صحة سنده.

  • قال الطبري: إنما قال عمر ذلك (أي أنه معلوم من الدين بالضرورة) لأن الناس كانوا حديثي عهد بعبادة الأصنام فخشي أن يظن الجهّال أن استلام الحجر الأسود من باب تعظيم الأحجار كما كانت العرب تفعل في الجاهلية، فأراد أن يعلم الناس أن استلامه اتباع لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لا لأن الحجر يضر وينفع بذاته. اهـ.

  • فإن قلت روى الحاكم عن أبي سعيد الخدري أن عمر لما قال ذلك قال له علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: إنه يضر وينفع، وبين ذلك بأن الله لما أخذ الميثاق على ولد آدم كتب ذلك في رق وألقمه الحجر، وأنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «يأتي يوم القيامة وله لسان ذلق يشهد لمن استلمه بالتوحيد» فالجواب أن هذا الحديث باطل، انفرد بروايته عن أبي سعيد أبو هارون عمارة بن جوين العبدي، وأهون ما قيل فيه: إنه ضعيف، وكذَّبه حماد بن زيد، وقال يحيى بن معين: ضعيف لا يصدق في حديثه، وقال الجوزجاني: أبو هارون كذاب مفتر، وقال ابن حبان: كان يروي عن أبي سعيد ما ليس من حديث، وقال شعبة: كنت أتلقى الركبان أسأل عن أبي هارون العبدي فقدم فرأيت عنده كتابًا فيه أشياء منكرة في علي رضي الله عنه، فقلت ما هذا الكتاب؟ فقال: هذا الكتاب حق، وقال شعبة أيضا: أتيت أبا هارون فقلت له: أخرج إلي ما سمعته من أبي سعيد، فأخرج إلي كتابًا فإذا فيه: حدثنا أبو سعيد أن عثمان أدخل في حفرته وأنه لكافر بالله. فدفعت الكتاب في يده وقمت.

  • وأقول: إن طعنه في كل من الصهرين الكريمين يفسر لنا قول الدارقطني فيه (يتلوّن خارجي وشيعي).

  • والذي يظهر لي من كلامهم هذا أنه كان منافقًا. فإن قيل يقوي حديثه هذا حديث ابن عباس عند أحمد والترمذي وغيرهما. قلت: ليس في حديث ابن عباس أنه ينفع ويضر وإنما فيه أنه يشهد لمن استلمه بحق، فإذا صحت هذه الشهادة مهما كانت كيفيتها في عالم الغيب فهي لا تدل على أن الحجر الأسود يملك لأحد من الناس ضرًّا أو نفعًا هو مختار فيه، ولا يطلب أحد من المسلمين منه هذه الشهادة بألسنتهم فيقال: إن طلبه عادة، وشهادة أعضاء الإنسان عليه يوم القيامة أصح من شهادة الحجر وليست معبودة بهذا المعنى.

  • بقي أن يقال: إذا كان الحجر لا ينفع ولا يضر كما قال عمر في الموسم تعليمًا للناس وأقره بعض الصحابة عليه. وكان استلامه وتقبيله لمحض الطاعة والاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما يتبع في سائر العبادات، فما هي حكمة جعل ما ذكر من العبادة؟ وهل يصح ما قيل من أن النبي صلى الله عليه وسلم تركه في الكعبة مع أنه من آثار الشرك تأليفًا للمشركين واستمالة لهم إلى التوحيد؟ والجواب: أن الحجر ليس من آثار الشرك ولا من وضع المشركين، وإنما هو من وضع إمام الموحدين إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم، جعله في بيت الله ليكون مبدأ للطواف بالكعبة يعرف بمجرد النظر إليها فيكون الطواف بنظام لا يضطرب فيه الطائفون.

  • وبهذا صار من شعائر الله يكرم ويقبل ويحترم لذلك كما تحترم الكعبة لجعلها بيتًا لله تعالى، وإن كانت مبنية بالحجارة، فالعبرة بروح العبادة: النية والقصد، وبصورتها الامتثال لأمر الشارع، واتباع ما ورد بلا زيادة ولا نقصان، ولهذا لا تُقَبَّلُ كافة أركان الكعبة عند جمهور السلف، وإن قال به وبتقبيل المصحف وغيره من الشعائر الشريفة بعض من يرى القياس في الأمور التعبدية.

  • وتعظيم الشعائر والآثار الدينية والدنيوية بغير قصد العبادة معروف في كافة الأمم لا يستنكره الموحدون ولا المشركون ولا المعطلون، وأشد الناس عناية به الإفرنج فقد بنوا لآثار عظماء الملوك والفاتحين والعلماء العاملين الهياكل العظيمة ونصبوا لهم التماثيل الجميلة، وهم لا يعبدون شيئا منها، فلماذا نهتم بكل ما يلفظ به كل قسيس أو سياسي يريد تنفير المسلمين من دينهم إذا موَّه علينا في شأن تعظيم الحجر الأسود فزعم أنه من آثار الوثنية، ونحن نعلم أنه أقدم أثر تاريخي ديني لأقدم إمام موحد داع إلى الله من النبيين المرسلين الذي عُرِفَ شيء صحيح من تاريخهم وهو إبراهيم عليه الصلاة والسلام الذي جمع على تعظيمه مع المسلمين اليهود والنصارى؟ وبقي من حكمة استلام الحجر وتقبيله ما اعتمده الصوفية فيها أخذًا مما ورد في بعض الأحاديث الضعيفة كحديث علي السابق، وحديث ابن عباس: «الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ يَمِينُ اللَّهِ فِي أَرْضه» رواه الطبراني وهو أنه رمز لمبايعة الله تعالى، فكأن الحجر يمين الله تعالى، ومُسْتَلِمه مبايع له على توحيده والإخلاص له واتباع دينه الحق، والأعمال الرمزية معروفة في كافة الأديان السابقة، وقال المهلب: حديث عمر يرد على من قال: إن الحجر يمين الله في الأرض يصافح بها عباده، ومعاذ الله أن تكون لله جارحة، وإنما شرع تقبيله اختبارًا ليعلم بالمشاهدة طاعة من يطيع الله، وذلك شبيه بقصة إبليس حيث أمر بالسجود لآدم. اهـ.

  • وليس مراد من قال: إنه يمين الله أن لله جارحة، وإنما أراد ما ذكرنا، والعمدة في رد هذا القول عدم صحة الحديث فيه، فإن صح وجب قبوله ومعناه ظاهر.

  • قال الخطابي: معنى كونه يمين الله في الأرض أن من صافحه في الأرض كان له عهد، وجرت العادة بأن العهد يعقده الملك بالمصافحة لمن يريد موالاته والاختصاص به فخاطبهم بما يعهدونه.

  • وقال المحب الطبري: إن كل ملك إذا قدم عليه الوافد قبل يمينه، فلما كان الحاج أول ما يقدم سن له تقبيله نزل منزلة يمين الملك، ولله المثل الأعلى اهـ.

  • ولعمري لو أن ملوك الإفرنج وعلماؤهم أمكنهم أن يشتروا هذا الحجر العظيم لتغالوا في ثمنه تغاليًا لا يتغالون مثله في شيء آخر في الأرض، ولوضعوه في أشرف مكان من هياكل التحف والآثار القديمة، ولحج وفودهم إلى رؤيته، وتمنى الملايين منهم لو تيسر لهم لمسه واستلامه.

  • وناهيك بمن يعلم منهم تاريخه وكونه من وضع إبراهيم أبي الأنبياء عليهم السلام، وإنهم ليتغالون فيما لا شأن له من آثار الملوك أو الصناع.

  • هذا، وإن من مقاصد الحج النافعة: تذكر نشأة الإسلام دين التوحيد والفطرة في أقدم معابده، وإحياء شعائر إبراهيم التي طمستها وشوهتها الجاهلية بوثنيتها فطهرها الله ببعثة ولده محمد الذي استجاب الله به دعوته: ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ﴾ [البقرة: 129] عليهما الصلاة والسلام.

  • روى أحمد وأصحاب السنن والحاكم عن يزيد بن شيبان قال: أتانا ابن مربع، (كمنبر واسمه يزيد) الأنصاري ونحن بعرفة -في مكان يباعده عمرو عن الإمام (هذه الجملة مدرجة في الحديث أدرجها راويه عمرو بن دينار ومعناها أنهم في مكان بعيد عن موقف الإمام بحيث لا يسمعون كلامه.

  • فقوله يباعد عمرو يعني يذكر عمرو بن عبد الله بن صفوان التابعي أنه بعيد عن الإمام الأعظم صلى الله عليه وسلم أي فلذلك أرسل إليهم رسولًا)[2] فقال: أما إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم يقول لكم: «قِفُوا عَلَى مَشَاعِرِكُمْ، فَإِنَّكُمْ عَلَى إِرْثٍ مِنْ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ» هذا سياق أبي داود وقد سكت عليه.

  • وقال الترمذي: حديث ابن مربع الأنصاري حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث ابن عيينة عن عمرو بن دينار.
     

اذا لم تجد اي اجابة كاملة حول حكمة تقبيل الحجر الأسود فاننا ننصحك بإستخدام محرك البحث في موقعنا مصر النهاردة وبالتأكيد ستجد اجابة وافية ولا تنس ان تنظر ايضا للمواضيع الأخرى اسفل هذا الموضوع وستجد ما يفيدك

شاكرين لكم حسن زيارتكم في موقعكم الموقر مصر النهاردة

السابق
جواب لغز اختلاط الحابل بالنابل من لعبة سبع كلمات اللغز السادس من المجموعة الثامنة
التالي
جواب لغز مجتهد من لعبة سبع كلمات اللغز السادس من المجموعة الثامنة

اترك تعليقاً

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply.