منوعات

حكم التوحيد وتوفي ملك الموت للناس

المحتويات إخفاء
حكم التوحيد وتوفي ملك الموت للناس
وهذا النوع من الشرك هو الذي ابتلي به أكثر الخلق بما يقيسون في هذا الأصل الذي يجب أن يكون مبنيًّا على البرهان القطعي، لا على القياس الظني أو الوهمي، وناهيك بقياس الرب الرحيم العليم الحكيم على الملوك القساة الجهلاء السفهاء، إذ يقولون: إن الملك يقضي حاجات الناس بواسطة المقربين إليه من حاشيته أو وزرائه أو يكل إليهم ذلك، ولا يسمح لكل أحد أن يطلب حاجته منه مباشرة، فكذلك يفعل الله -سبحانه وتعالى عما يصفون- فقد أبطل هذا القياس على ألسنة كافة رسله، وهدى الناس إلى أن يلتمسوا منه حاجاتهم بالسير على سننه في الأسباب والمسببات حتى إذا أعوزهم السبب وضاقت بهم السبل، ونفذت منهم الحيل، وجب عليهم أن يلجؤوا إليه، ويعولوا في أمرهم عليه، ويخصوه بالدعاء، ويقصروا عليه الرجاء عسى أن يهديهم إلى ما جهلوا من الأسباب، أو يخفف عليهم ثقل ما حملوا من الأوصاب، ولم يأذن لهم أن يدعوا من دونه أحدًا، ولا أن يطلبوا منه عونًا أو مددًا، أما تقرأ ما أمر به خاتم أنبيائه، وصفوة أصفيائه: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا[٢٠] قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا[٢١] قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا[٢٢] إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ﴾ [الجن: 20 – 23]. فإذا كان خاتم النبيين والمرسلين، لا يملك للناس ضرًّا يدفعه، أو نفعًا يرفعه، أو رشدًا يهدي به القلوب، بل يملك التبليغ للرسالة فقط، وهو فيما عدا ذلك بشر مثلكم، فماذا نقول بغيره ممن يطلب منهم ذلك؟

حكم التوحيد وتوفي ملك الموت للناس تسعدنا زيارتكم، نستعرض لكم حكم التوحيد وتوفي ملك الموت للناس كما عودناكم دوما على افضل الإجابات والحلول والأخبار المميزة في موقعنا ، يشرفنا ان نستعرض لكم حكم التوحيد وتوفي ملك الموت للناس


حكم التوحيد وتوفي ملك الموت للناس

  • إن تفويض التوفي إلى بعض الملائكة، كتفويض تبليغ الوحي للأنبياء إلى بعضهم، وكتفويض تبليغ الرسالة للناس إلى المرسلين، وكتفويض غير ذلك من الأعمال إلى المخلوقين.

  •  كل ذلك لا ينافي التوحيد وكون الله سبحانه وتعالى هو المتصرف في الكون، لأنه عز وجل هو الذي أقدرهم، وهو الذي سخرهم، ولو سلبهم ما أعطاهم لما قدروا على شيء، ولكن قضت حكمته أن يربط أمور الكون بعضها ببعض، فيجعل هذا سببًا لذاك، وهو واضع الأسباب والمسببات، ومدبر العلل والمعلولات، وقد بين لنا في كتابه كلتا الحقيقتين -حقيقة ربط الأسباب بالمسببات، وحقيقة انفراده بالخلق والتدبير. ومنه ذلك الربط والتسخير. 

  • فكما قال: ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ﴾ [السجدة: 11]، وقال: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا﴾ [الزمر: 42]، وقال:﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ[٦٢]﴾ [الزمر: 62] 

  • ولكل مقام مقال. ولا تنافي بين الحقيقتين عند العقلاء، حتى من أهل الوثنية الراقية، كمشركي العرب وقت البعثة، وإنما كان شرك هؤلاء خاصًّا بالعبادة، وهو التوجه بالقلب إلى غير الله في قضاء الحاجات عند العجز عن الوصول إليها من طريق الأسباب، أو في التقرب إلى الله، وما يتبع ذلك من دعاء المتوجَّه إليه وجعله وسيلة إلى الله، كما بَيَّن لنا ذلك الكتابُ العزيزُ في آيات تنطق بأنهم كانوا يعتقدون أن الله خالق كل شيء، وأن ما يدعون من دونه إنما يدعى ليشفع لهم عنده، ويقربهم إليه زلفى، وهذا هو الشرك في الألوهية، وقد شرحناه مرارًا كثيرة في بابي التفسير والفتاوى وغيرهما من أبواب المنار، وترى منه شيئًا في التفسير من هذا الجزء[2].

  • وهذا النوع من الشرك هو الذي ابتلي به أكثر الخلق بما يقيسون في هذا الأصل الذي يجب أن يكون مبنيًّا على البرهان القطعي، لا على القياس الظني أو الوهمي، وناهيك بقياس الرب الرحيم العليم الحكيم على الملوك القساة الجهلاء السفهاء، إذ يقولون: إن الملك يقضي حاجات الناس بواسطة المقربين إليه من حاشيته أو وزرائه أو يكل إليهم ذلك، ولا يسمح لكل أحد أن يطلب حاجته منه مباشرة، فكذلك يفعل الله -سبحانه وتعالى عما يصفون- فقد أبطل هذا القياس على ألسنة كافة رسله، وهدى الناس إلى أن يلتمسوا منه حاجاتهم بالسير على سننه في الأسباب والمسببات حتى إذا أعوزهم السبب وضاقت بهم السبل، ونفذت منهم الحيل، وجب عليهم أن يلجؤوا إليه، ويعولوا في أمرهم عليه، ويخصوه بالدعاء، ويقصروا عليه الرجاء عسى أن يهديهم إلى ما جهلوا من الأسباب، أو يخفف عليهم ثقل ما حملوا من الأوصاب، ولم يأذن لهم أن يدعوا من دونه أحدًا، ولا أن يطلبوا منه عونًا أو مددًا، أما تقرأ ما أمر به خاتم أنبيائه، وصفوة أصفيائه: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا[٢٠] قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا[٢١] قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا[٢٢] إِلَّا بَلَاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ﴾ [الجن: 20 – 23]. فإذا كان خاتم النبيين والمرسلين، لا يملك للناس ضرًّا يدفعه، أو نفعًا يرفعه، أو رشدًا يهدي به القلوب، بل يملك التبليغ للرسالة فقط، وهو فيما عدا ذلك بشر مثلكم، فماذا نقول بغيره ممن يطلب منهم ذلك؟

  •  أما الحكمة في جعل قبض الأرواح موكولًا إلى ملك الموت، فهي داخلة في الحكمة العامة في ربط الأسباب بالمسببات، وجعل الأرواح اللطيفة عاملة في الأجسام الكثيفة، وعلى طالب الحكمة أن يعرف ذلك، فمتى عرفه أو عرف منه، لم يقل لمَ كان كذلك لأنه يشاهد أنه منتهى الكمال في الإبداع، كما أن منتهى الجهل في الناس أن يظنوا أن خلق كل شيء آنفًا هو أدل على كمال قدرة الخالق، كما تخيلت القدرية، كأن هؤلاء الجاهلين يرون أن الحكمة والنظام ينافيان كمال القدرة، تعالى الله عن جهلهم.

اذا لم تجد اي اجابة كاملة حول حكم التوحيد وتوفي ملك الموت للناس فاننا ننصحك بإستخدام محرك البحث في موقعنا مصر النهاردة وبالتأكيد ستجد اجابة وافية ولا تنس ان تنظر ايضا للمواضيع الأخرى اسفل هذا الموضوع وستجد ما يفيدك

شاكرين لكم حسن زيارتكم في موقعكم الموقر مصر النهاردة

السابق
إجابة سؤال زوووم ان من لغز رقم 41 من المجموعة الخامسة من لعبة كلمات متقاطعة
التالي
من هو عبدالله التهامي؟ | ويكيبيديا | السيرة الذاتية؟

اترك تعليقاً

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply.