نسرد لكم في مصر النهاردة تفاصيل رواية جرح السنين الجزء الاول كاملة ، حيث يبحث الكثير من محبي الروايات عن رواية جرح السنين المثيرة والتي تحكي عن هروب الانسان من ماضيه اذا كان تعيس ويحاول نسيانها والسير للعيش حياة جديدة ، وهذه قصة كارن التي فعلت العكس عادت مع حطيبها الى انكلترا , لتواجة ماضيها , لتقابل ابيها و تكتشف حقيقة اتهامات امها له . لكنها لم تكن تحسب في خططها حسابا لروك ميلمان , ما لك الاراضي , و الشخصية التي لا تقاوم . ابن المراة التي حطمت حياة و الديها و جعلتها ترحل مع امها قبل عشر سنوات . كارن لم تعد مصممة على نبش الماضي . كل ما اصبحت تريدة هو الافلات من بين يدي روك و الابتعاد قدر الامكان قبل ان يفوت الاوان و يكرر الماضي نفسة من جديد
الفصل الاول
جرح الماضى
قال تشارلز”انت تبدين هادئة”ولكن كارن كانت تنظر الى العاصفة في الخارج و عيناها الخضراوان كئيبتان ,فلم تسمعه ، كادا يصلان وقد احست كارن ببرودة قدميها قد كان يجب عليها ان تخبر تشارلز بالامر ، ومرر تشارلز يده امام وجهها وقال لها ”هاي .. هل انت هنا؟” فردت عليه مبتسمة باعتذار “اسفة!كنت افكر …”.
عندما خططا لهذه الرحلة الى اوروبا قالت بانها ترغب في زيارة يوركشاير لرؤية والدها , ووافق تشارلز دون سؤال ، هكذا كان طبعه فهو لايهتم بالماضي ,وكان يقول الحاضر هو المهم , و هذا هو بالضبط السبب الذي جعلها تحبه ، فقد كانت سهلة و عرضية ,فلم يكن يحتضن او يتمسك بالشكوي كما كانت تفعل دائ و سألها كم يبعد المكان بعد ؟ يبدو انني ساقود السيارة الى ما لانهاية .
قالت له بضعة اميال فقط الان .
انت على حق … ميلين فقط الى هالوز كروس
وتطلع الى الاشارة التي ظهرت على الطريق , و قال: اسم غريب!
انة في الواقع اسم مقتبس!
اسم ماذا
القرية في الاصل كانت تدعي “غالوز كروس”..اي مفترق المشانق.
لا!لابد انه كان هنالك مشانق على مفترق الطرق…
اجل , و لكن فى العصر الفيكتوري ,والناس كرهوا هذه الذكري فبدلوا الاسم.
اوه ..لابد انه ذلك النوع من الامكنة اذا؟
كان كلاهما يتكلم بلكنة استرالية ,مع ان كارن لم تسكن استراليا سوي منذ عشر سنوات ,بينما تشارلز ولد هنالك . شمس بلاده اعطته لون بشرة ذهبي , ينسجم مع لون شعرة الذهبى ,كان يقضي ساعات على الشاطئ يسبح ويبحر في يخته الصغير ,وهذا اعطاه جسما رياضيا متناسقا.
وتنهدت كارن استراليا الان بعيدة جدا بدات تشتاق اليها منذ ان غادرتها . الربيع ربما حل هنالك , وهو الفصل المفضل لديها من السنة ، عندما و صلا الى انكلترا استقبلهما الخريف الرطب العاصف ,وفي تلال و برارىيوركشاير كانت المدافئ مشتعلة ,واعشاب الوزال صفراء , لون الاشجار انقلب الى الصداوالبرونز , وهولون اقل اشراقا من الشعر الاحمر الناري المتطاير حول و جهها بفع لالريح الداخلة من نافذة السيارة المفتوحة.
كانت الارض تحمل ألوانا متناقضة, مسافات من الاخضرالرمادي الغريب, والوديان المشجرة الغامضة , والتلال المستديرة بلطف, تنتشر عليها الخراف التي ترعي ببطء.
لم تكن كارن قد شاهدت الريف منذ الثالثة عشر من عمرها ,ومع هذا كان ما لوفا لديها .واستمرت فى التقاط انفاسها ,فقد كان شعورالقلق يزداد قوة كلما اقتربت من موطنها القديم, و لم تستطع ان تجد سببا واضحا لشعورها بالقلق . فلم يكن لديها اية فكرة عما ستتوقعه عندما سيصلان
وقال تشارلز: ادفعلك ما تريدين لتخبريني بافكارك.
انها لاتستاهل….
وقال لها بلطف وهو يضع يدة على يدها .
استطيع قراءة وجهك , كما تعلمين !هل تتمنين لو انك لم تاتي الى هنا يا كارن؟
وحدقت عيناها الزرقاوان بعينيها الخضراوين و هزت كتفيها بحدة , دون ان تدهشها دقة ملاحظته . لقد كانا يعرفان بعضهما منذ زمن , وهو يعرفها جيدا. و ما ل نحوها قائلا : لاتقلقي ,سيكون كل شئ عل ما يرام ,استرخي فقط و تقبلي الامور كيفما اتت.
لقد كانت هذه حكمته في الحياة ,ولم تستطع الا ان تضحك.
وضحك بدورة , و في تلك اللحظة و صلا الى قمة التل و كاد ان يصطدم بسيارة اتية من الناحية المقابلة , حدث الامر فجاة بحيث انها لم تلاحظ ما جري تمام ولكنها بغير و ضوح , رات سيارة حمراء تمر بسرعة و الزمور يزعق والاطارات تصدر صراخا.
وحدقت كارن مشدوهة بالوجة المجفل من وراء عجلة القيادة وجة قاس يتطاير فوقه شعر اسود كثيف وترنحت السيارة بينيدي تشارلز ,فقد اقفل الرجل الاخر الطريق وكان بامكانهما تفادي الحادث ,لولا انتشارلز مذعورا فقد السيطرة على السيارة, وربما فشل في ايقاف الفرامل مهما كان السبب استمرت السيارة باندفاعها واصطدمت بالجدار الحجري , وعلا صوت تحطم الحديد وانكسار الزجاج.
كانت كارن تربط حزام الامان فمالت الى الامام و الخلف بقوة , و اصطدمت اولا بالباب ثم بالنافذة وانتشر شعرها الطويل الاحمر على و جهها فاعماها ومالت الى الامام في مقعدها و هي في حالة ذهول وخلال لحظة كانت بالكاد واعية, حتى تذكرت تشارلز فاستوت جالسة, و وجهها شاحب ، كان مستلقيا ساكنا فوق المقود, و الزجاج المحطم ينتشر على شعره, والدم يجري على جانب و جهه.
وصرخت برعب:”تشارلز!”.
وفكت حزام الامان من حولها بيدين مرتجفتين ,ولكن قبل ان تزحف نحوه ,فتح الباب الى جانبها ,وامسكها احدهم من خصرها و جرها الى خارج السيارة.
واجفلت و بدات تقاوم وهي تنظر من حولها الى وجة السائق الاخر المتجهم القاتم , لم تكن ربما شاهدته سوي لمحة خاطفة عندما كان يمر الى جانبهما ,ولكن الوجة انغرز في ذهنها .كانت متاكدة انها لن تنساة ابدا.
لاتهتم بي , فانا بخير ….اخرج تشارلز .. اظن انه مصاب وحاولت ان تدفعه عنها,من دون فائدة لانه لم يلحظ هذا كان احسن منها واخرجها من السيارة و هي تركل وتحتج الي مسافة امنة .
انزلني استطيع السير ارجوك اخرج تشارلز ووضعها بخشونة على الارض الصلبة القاسية مما سبب لها خدوشا في ساقيها و يديها و صرخت من الالم و لكنة تجاهلها وعاد راكضا الي السيارة و راقبتة كارن و هو يمسك يد تشارلز من الرسغ وعلمت انه يتجسس نبضه وشعرت بغثيان و تقلص في معدتها ولم يخرج على وجهة اي تعبير وبعد لحظة تركاليد , ولكنة لم يحاول سحب تشارلز من السيارةوبدلا من هذا , بدايدور حول السيارة متفحصا المحرك .
فصاحت به كارن “لاتهتم بالسيارة! ماذا تفعل بحق الجحيم!”وحاولت الوقوف وراسها يدور ,وكانت غاضبة جدا جدا حتى ان صوتها ارتجف, و نظر اليها الرجل متفحصا, وامرها قائلا اجلسي مكانك قبل ان تقعي وقالت و هي متوترة من الغضب “لماذا لاتخرج تشارلز ”
وقال ببرود”انه مغمي عليه من الخطر تحريكه الى ان نعرف مدي خطورة اصابته” .
ولكن من الخطورة تركه في السيارة!ماذا لو انفجرت؟
ليس هنالك رائحة وقود ماذا تظنين انني كنت افعل لقد كنت اتفحص خزان الوقود ولم يتضرر و المحرك يبدو على ما يرام , ولا اري اي تسرب للوقود , ولا اظن
فلتذهب السيارة الي الجحيم!ماذا عن تشارلز؟
والتمعت عيناها الخضراوان في وجهها الشاحب الابيض, و ضاقت عيناه و هو يراقبها و لكن صوتة بقي هادئا .
يبدو ان نبضة منتظم ….
ولكنه فاقد الوعى! واظن اننا يجب ان ناحذه الى المستشفي باسرع وقت يمكن يجب ان ناخذه الى المستشفي باسرع وقت يمكن …يجب ان نصل الى هاتف توقف عن اضاعة الوقت الثمين,واذهب الى اقرب كشك للهاتف
لقد اتصلت بالمستشفي المحلي , وسيارة الاسعاف ستصل في اة دقائق .
اتصلت بالمستشفى؟ ولكن كيف؟
لدي هاتف فى سيارتي .
اوه..اوة اجل بالطبع
وتنهدت بارتياح.
والان….هل تسمحين بان تجلسي و تهداى!
واستدار ليتفحص تشارلز ثانية.
كانت تشعر بالدوار , فاطاعته و جلست , وجسدها كله متراخ و بارد من الصدمة , واخذت تنظر اليه بكراهية .كان يملك كيفية متعالية بالحديث, ويعطي الاوامر و كان له الحق بتنفيذ القانون على الجميع!
وكرهت كل شئ فيه , ومع هذا لم تستطع سوي الشعور بانها ربما راته من قبل في مكان ما ,او انها سمعت صوتهمن قبل .
ربما يعيش في هذه النواحي وقد التقت به في اي وقت اثناء طفولتها , ولكن ليس بشكل متواصل و الا لكانت تذكرته تماما. فقد كانت تذكر الكثير من الاشخاص المحليين .او قد هي تتذكر صوتا يشبه صوته هل كان و جهة ما لوفا لها وجالت عيناها به ,انة طويل , ساقاه طويلتان ,خصره نحيل ,شعره اسود ,انفه طويل ,فمه قاس و منضبط .لم يكن و سيما ولكنه كثير الثقةبنفسه.
هذه الفكرة جعلتها تعبس ثانية ولكن ما ان بدات تلاحق ذكرياتها حتى سمعت تشارلز يتحرك ونظرت اليه بسرعة , كانت يده تتحركورفعها الى راسه, وكأنه يتالم , ثم تاوه بضعف ، ساله الرجل “كيف تشعر؟”وانحني فوقه , واجبرت كارن نفسها على الوقوف . قد يقلقه ان يفتح عينيه بعد غيابه عن الوعي ليري غريبا ينظر اليه و ربما يتساءل عما حدث! وهمس قائلا ”ماذا حدث”
لقد حصل لك حادث و لكن لاتقلق فلم تصب باصابة خطيرة .
اوه…اتذكر الان … كارن … اين كارن
انا هنا
وقطعت المسافة بسرعة نحو السيارة و هي ترتجف ولكن تشارلز كان ربما اغلق عينيه ثانية عندما وصلت اليه وبينما هي تنظر اليه سمعت صوت سيارة الاسعاف و ترنحت و تصلب جسدها فجاة , واسرع الرجل الاسمر لوضع ذراعة حولها ممسكا بها قبل ان تقع .
لقد قلت لك الا تتحركى!
ونظرت اليه بكراهية “من الجيد ان تعرف انك دائما على حق!”
فابتسم قليلا وقال “هل انت عدوانية دائما ام ان هذه هي الكيفية التي تتغلبين بها على الصدمات ”
وتوقفت سيارة الاسعاف في مكان قريب , وهرع رجال الاسعاف نحوهما احدهم ذهب فورا الى تشارلز واقترب الاخر من كارن و الرجل الذي قال بهدوء ”مرحبا فيل” و هز رجل الاسعاف راسه دون ان تبدو عليه الدهشة وابتسم بكيفية و دية
لقد قالوا لنا انك انت الذي اتصلت يا روك لقد شاهدنا سيارتك يبدو انها سليمة … ماذا حدث؟
لقد قاد الرجل سيارته عند نهاية التل في منتصف الطريق, و تفادينا بعضنا و استطعت ان اوقف سيارتي بسهولة , و لكن عندما عدت الى الطريق سمعت صوت الاصطدام و تراجعت لارى ما حدث واتصلت بالطوارئ واسرعت لمساعدتهم .
انت “سوبرمان”
قالت كارن ذلك بمرارة, ونظر اليها وضحك سائق الاسعاف و لكن الاخر لم يضحك .
بل قال “لقد كانت معه في السيارة …الاروع ان تفحصها يا فيل…تبدو مصدومة جدا”
وبعد لحظات اصبحت كارن داخل سيارة الاسعاف ممدة على حمالة و مغطاة ببطانية و لم تلاحظ كم كانت بردانة وكم كان جسدها يرتعش حتى شعرت بالدفء وحملا تشارلز الى سيارة الاسعاف واستندت على كوعها لتراه , ولكن عيناه كانت مغمضتان وعضت كارن على شفتها بقلق ,ماهي خطورة اصابتة فقد بدا الرجلان يضعان له كيس دم مما يدل على انه ربما فقد العديد .الاصابة الوحيدة التى استطاعت ان تراها كانت في راسة ولكنها الان شاهدت دما على قميصه و كاد قلبها يتوقف و سالت احد الرجلين ” هل اصابتة خطيرة ” .
وردا بلطف “لا” و لكنها لم تصدقهما واقفل الباب وبقي احد الرجلين الى جانب تشارلز و لم تعرف ماذا كان يعمل لتشارلز لان ظهره كان يخفي تشارلز عنها و شعرت بالخوف و انهمرت الدموع بصمت على و جهها .
ماذا لو مات ماذا تستطيع ان تقول لامه و ابيه اللذان كانا دوما لطيفين معها و خاصة منذ وفاة امها ؟ لقد اتت بتشارلز الى اوروبا واقنعته بالمجئ الى يوركشاير بينما كان سيشعر بالسعادة اكثر في لندن او باريس كما خططا ان يفعلا في الاسبوع المقبل. لم يكن تشارلز لياتي الى هنا لولاها وستفهم اذا لامتها عائلته على ذلك الحادث! فقد لامت هي نفسها.
عندما وصلوا المستشفي نقلا الى قسم الطوارئ لفترة ما .
وتفحصها طبيب بسرعة كان يبدو راضياعن حالتها ولكنة لم يرد على اسئلتها عن تشارلز,وبعد حوالي نصف ساعة حملت الى القسم النسائي ووضعت فى سرير ، وقال للممرضة التي كانت ترعاها “اسمعي ..الي ايناخذوا تشارلزصديقي …الرجل الذي اتوابة معى ؟ اريد ان اعرف مابه اريد رؤيته.
لقد نقلوة الى غرفة الاعتناء الفائقة .
واخذت كارن نفساعميقا ,وعيناها مذعورتان .ولاحظتالممرضة تعبير القلق على و جهها فابتسمت لها مواسية “لاتقلقى,انة بين ايادامينة ,ولا اعتقد ان اصابتة خطرة
ابدا .انهمجرون له عملية تقطيب للجرح فقط .بعد ساعتين سياتون به الى القسم المجاور,الي قسمالرجال ,وعندما تستطيعين الوقوف,بامكانك رؤية حالتة بنفسك ” بعد كم من الوقت
وبدت الفتاة مرتبكة “اسفة؟”.
بعد كم من الوقت استطيع الوقوف .
وقالت الممرضة بتردد”حسنا ,ليس من شاني ان اقولهذا انه عائد للدكتور ميلسون و لكن ليس مدة طويلة ,كما اتصور “
ولكنني لست مصابة . بعض الخدوش فقط …
لا اعرف ..انااعمل هنا فقط . انظري ..لديك زائر ,هل يستطيع الدخول الان
زائر؟
واحمر و جة كارن فجاة ..وضايقها ذلك الانفعال .لابد انهذلك الرجل ,طبعا!
في انشغالها بالتفكير بدخولها الى المستشفي نسيتة ,وتمنتلو تستطيع الاستمرار في نسيانة .لماذا اتي لقد كان متمالكا لاعصابة و مفيدا,ويجبعليها ان تكون=شاكرة له,
ولكن شيئا ما اثارها من جديد
حسنا…. هل اسمح له بالدخول
لاباس .
وغادرت الممرضة الغرفة ,واستقلت كارن على الوسائد و هىتراقب الباب .لماذا عليه ان ياتي لقدعلم انها غير مصابة ,ولاممكن ان يشعربالمسؤولية عن الحادث,واوضح هذا منتعليقاتة على قيادة تشارلز .وهو طبعا لم يفكر بانها تريد زيارتة لابد انهلاحظ حبها لتشارلز , حتى و لم يلاحظ خاتم الخطوبة .
ربما يصير ذلك بدافع المجاملة و اللطف!وقطبت كارن و جههاانها غير شاكرة له ..لكن يجب عليها ان تشكرة لا ان تستاء منه.
فهي مدينة له ..وهذا ما يذكرها يجب ان تقوم باتصالباقرب وقت , و ستطلب من زائرها تدبير الامر .لقد نسيت حتى الان ,ولكنها و تشارلز كانمن المتوقع و صولهما …واذا لم يصلا…
وقفزت اعصابها عندما فتح الباب ,ولم يكن الرجل الاسمرالذي دخل . بل كان رجلا اكبر سنا,ومن طراز مختلف تماما.فشعرة الكثيف الاحمر قدتحول الى فضي و كان لكتفية العريضين انحناءة لم تكن تتذكرها,عرفتة على الفور ,علىالرغم من مرورعشر سنوات منذ ان التقت به احدث مرة .
كارن ….
ووقف قرب سريرها , و هو ينظر اليها غير مصدق وبعث صوته الرعدة في اعصابها صوته على الاقل لم يتغير وهي تعرف صوته اينما كان .
مرحبا يا ابي …
ومدت له يدها بغباء وكانها تتوقع ان يصافحها وضحك بخشونة و اخذ يدها بين يديه وجلس على السرير وانحني نحوها و قبلها و هو يردد”كارن!كارن” و شكت في انه يبكي “انت تبدين كبار جدا”
لقد كبرت .
وحاولت ان تضحك ولكنها بقيت متحفظة لم تكن تعرف ابدا كيف ستشعر عندما تلتقي به مشاعرها تجاه ابيها كانت مشوشة مزيج من الغضب و الالم ,الحب والذنب , معقدة اكثر من ان تكون قابلة للحل ، حتى انها لم تكن اكيدة اذا كانت حكيمة بقرارها القدوم الى هنا , ام ان عليها ان تتركه مع الماضي و مع كل ذكريات الطفولة التعيسة .
كانت واثقة فقط انها تريد القدوم الى اوروبا لمجرد الزيارة لقضاء عطلة قد تساعدها على نسيان حزنها لوفاة امها ولكنها شعرت بالحنين الى ارض طفولتها لهذه السنوات السعيدة عندما كان كل شئ امنا لاممكن ان يتغير . و قال لها جورجكارداس والدها
اسفت لسماع خبر و فاة امك كان صعبا على التصديق انها ماتت.
من الصعب على ايضا التصديق.
لابد انها كانت صدمة لك وكان عليك تدبير كل شئ بنفسك!
كان يجب ان تبرقي لي كنت ساحضر فورا.
كان حولي الكثير من الاصدقاء لمساعدتي ..ووالدتي …
وتوقف صوتها بعد ان ادركت انها لن تستطيع انهاء الجملة ولا حاجة لانهاءها يجب ان يصير يعرف ان والدتها لم تكن ان يحضر جنازتها .
واجفل وكانها ضربته وشعرت بالذنب ثانية لم تكن تعرف شيئا عن حياتة فى هذه الايام ما عداانة لم يتزوج تلك المراة التي دمرت زواجة ولكن والدتها تزوجت ثانية وكان زوجها غاري برات رجلا عظيما فقد احبته كارن وكانت والدتها سعيدة ولكنها اخفت مرارتها و حزنها حتى النهاية .
وقال لها جورج “لقد كتبت لك ولكنني تساءلت …هل كانت تسمح لك برؤية رسائلى” في بعض الاحيان
ولكن الحقيقة ان والدتها كانت تخفي الرسائل عنها ولم تترك لها مجالا لان ترد كانت تدرك ان امها كانت تستعملها كسلاح ضد و الدها و لكن لم يكن هنالك ما تستطيع فعله فوالدتها كانت تبدا بالبكاءاذا ذكرتة امامها وهكذا تركت ذكراة تتلاشي بالتدريج ثم بعد وفاة والدتها وجدت كل هذه الرسائل المنسية مخباة في احد الجوارير وتحيرت بين رغبتها برؤية والدها ثانية و بين تخوفها من الامر.
وناقشت نفسها لماذا نبش الماضى؟ولكنها مع هذا اتت .
وقال و الدها فجاة , “لم اتعرف على كتابتك حتى!”ونظرت الية متفحصة,هل شعر بنفس المشاعر المشوشة عندما تلقي رسالتها التي تقول فيها انها قادمة امانة ايضا ليس متاكدابعد من حقيقة مشاعرة
فابتسمت له و قالت
حسنا…لقد مضي زمن طويل .وهذه ليست الكيفية التي خططت لالتقيك بها!
وضحك بارتياح:”اروع الخطط تفشل قد هذه الحادثة نعمة متنكرة . لقدكنت اشعر بالعصبية ,منتظرا قدومك الى المنزل ,اصغي لاسمع صوت السيارة . لقد صدمتعندما سمعت بنبا الحادثة ”
انا اسفة . من المؤسف ان شخصا افسد لنا اللقاء . كان من الاروع ان ابلغكبالحادثة بنفسي ,بهذه الكيفية لم تكن لتشعر بالصدمة . على الاقل ستعرف انني بخير!عندما و صلت الى هنا ,كنت افكر بانني يجب ان اتصل بك و اطمئنك.
عندما و صلنا الى هنا سالتني الممرضة عن اقرب اقربائي هنا ,فاعطيتها اسمكوعنوانك ,اعتقد انهم هم من ابلغوك
وتردد ثم قال “لا…لم يكن المستشفي ” و فاجاها بالجواب .
اذا كيف سمعت الخبر ولماذا انت متردد لتخبرني
انة روك .
وادار عينية بعيدا عنها ,وتذكرت بالم هذا التعبير على و جهة عندما كانيتشاجر مع و الدتها بمرارة .حتى عندما كانتطفلة ,كانت تعرف ان و الدها يفعل اي شئ ليتجنب الخصام .
هذه النظرة ظهرت على و جهة الان , و صار مراوغا يحاول تغيير المقال حتىيهرب من الغرفة اذا استطاع .لم يكن رجلا عدوانيا او نشيطا . لقد كان لطيفا ,واحبت رقتة , و لكنة كان عنيدا ايضا مع استحالة معالجة ذلك الضعف فيه . كان يكرهالجدال و التوتر , و لكنة لا يستسلم ,وخاصة فيما يتعلق بالمزرعة , و الحياة التىتجبرهما على العيش فيها , و الوحدة و الفراغ في تلك الاراضي التي كان يعيش و يعملفيها بسعادة ,والتي كانت و الدتها تكرهها .كانت و الدتها دائمة الشكوي ,كانت من ذلكالنوع من النساء النكد ,المرتاب , و الغيور .
ولكن لماذا يبدو هكذا الان؟روك؟من هو روك بحق السماء ثم تذكرت , و اتسعت عيناها.الم يكن ذلك ما نادي به سائق سيارة الاسعاف هذا الرجل الاسمر روك؟اهو الرجل الذىكاد تشارلز ان يصطدم به؟وحدقت بوالدها ,”هل تعرفه؟” و هز راسة بالايجاب.وادهشها الامر في البداية ,ولكن المجتمع هنا صغير ,الكل فيه يعرف الكل .وتذكرت الماضي و كل الاشاعات التي كانت تتسبب بالمشاكل بين و الديها ,وسالها ” كيفحال تشارلز انه خطيبك , اليس كذلك ” .
اجل , لقداخبرتك عنه في رسالتي ,اننا في جولة حول اوروبا ,قبل ان نتزوجونستقر. الممرضات يقلن انه سيتحسن ,ولكنك تعرف المستشفيات .هل تستطيع ان تعرف لىالحقيقة ربما يكونون صريحين معك .
وقال و الدها بلطف “سابذل جهدى” و امسك بيدها بقبضة ثابتة,واسبلتحفنيها ,وعضت على شفتها .وساد صمت للحظات,لم يقطعة سوي تكتكات الساعة على الحائط,صوت متمهل رتيب .
ورفعت كارن راسها,وقد تذكرت شيئا, و سالتة
ولكن كيف عرف من انا؟
ماذا؟
ذلك الرجل …روك ,كيف عرف من اكون؟لا اذكر انني قلت له اسمي او انني اتيةلزيارتك .
لقد عرفك .
وكيف عرفني و لم نلتق من قبل؟
ولم يرد عليها و الدها ,بل ابقي راسة منخفضا,واخذت تفكر بجهد هل التقينا منقبل؟لا اتذكر ذلك .
ومع هذا كان يتملكها شعور غريب بانه ما لوف لديها ,الم تلاحظ هذا منذ البداية و حيرها هذا و اقلقها واحست و جهها يحمربالتدرج ,وهي تعترف لنفسها بما كانت تفكر به .حسنا على الاقل انها مخطئة بتفكيرهاهكذا عنه .
وذكرها و الدها قائلا” لقد ارسلتي لي صورة لك مع الرسالة ,ووضعتها علىطاولتي حيث راها روك” .
وشعرت بالدهشة اضافة الى خيبة الامل .
اوة …فهمت… ان الامر ليس منصفا بعد كل هذه السنوات التي امضاها ابي بزراعة الارض “.
سنوافيكم بباقي الرواية في صفحات اخرى