ما هو الإسم الحقيقي للملكه أروى الصليحي ؟ يتسائل الكثير من الجمهور عن الاسم الحقيقي للملكة اروى الصليحي وهي أروى بنت أحمد الصليحي ملكة الدولة الصليحية في اليمن وهي أول ملكة في الإسلام وتلقب بالسيدة الحرة وغلب على اسمها في كتب التاريخ ، وعندما نتحدث عن امرأة حكمت شعبًا ، نتذكر الملكة بلقيس التي ذكرت في القران الكريم مع النبي سليمان والتي حكمت سبأ وكما عرف إن في عهدها أنتشر الأمن وساد العدل ، واليوم نتطرق للحديث عن بلقيس الصغرى وهي الملكة اروى بنت احمد الصليحي والتي اشتهرت باسم اروى الصليحي بعد ان حكمت اليمن لأربعة عقود ساد فيها الاستقرار السياسي وانتهت الفوضى والخلافات العشائرية اثناء حكمها اليمن .
وجاء في الموسوعة اليمنية الصادرة عن مؤسسة العفيف الثقافية (1/264) ، ان الملكة أروى هي الملكة سيدة بينت أحمد بن جعفر بن موسى الصليحي، وأسمها (سيدة) تكاد تجمعُ عليه أغلبَ المصادر التاريخية ، ويورده كذلك معاصرها عمارة اليمني ( تـ 569هـ/11477م) ، ويتابعه بقية المؤرخين ، ويتفق معهم في ذلك المؤرخون الإسماعيلون ، ومن أبرزهم إدريس عماد الدين الذي يقول بذلك ، ويستند إلى نص وصيتها التي تقول في مستهلها :”
ما هو الإسم الحقيقي للملكه أروى الصليحي ؟
الاجابة الصحيحة هي : سيدة بنت أحمد الصليحي .
مكان ولادة الملكة اروى الصليحي
ولدت في حصن مسار من جبال (حراز) غرب صنعاء ، واسمها الكامل أروى بنت أحمد بن محمد بن جعفر الصليحي الإسماعيلية ولقبها السيدة الحرة وهي أول ملكة في التاريخ الاسلامي نشأت في حجر أسماء بنت شهاب (أم المكرم الصليحي أحمد بن علي) ، وتزوجها المكرم ، وفلج، ففوض إليها الأمور ، فاتخدت لها عاصمة (ذي جبلة) ..
والدة اروى الصليحي من هي
أمها رداح أبنة الفارع بن موسى ، من الأسرة الصليحية التي حكمت اليمن قديما ، وقد تربت الملكة أروى في قصر السلطان علي الصليحي في صنعاء عاصمة الدولة الصليحية بعد وفات والديها اللذان إنهار البيت عليهما ، وتعهدتها زوجة السلطان علي الصليحي بالرعاية والاهتمام ، وعند بلوغها سن الثامن عشر تزوجت أروى بنت أحمد ولي العهد الأمير أحمد المكرم ، وأنجبت له أثنان من الأولاد محمد وعلي ومن البنات أم الهمذان وفاطمة ، وبعد مقتل الملك علي الصليحي بسبب الخلافات العشائرية في ذلك الوقت ، تولى الأمير أحمد المكرم الخلافة خلفا لأبيه ، وفي تلك الحقبة المليئة بالصراعات بين العشائر ظل الملك أحمد المكرم يتصدى للفتن ويخوض المعارك معركة تلو الاخرى ضد المتمردين على السلطة ، وفي أحدى المعارك أصيب المكرم إصابة بالغة جعلته مشلولا ، وقد كانت أروى الزوجة الوفية التي كانت تساند زوجها وتقف إلى جانبه في كل ظروفه لم يجد الملك أفضل منها في الحفاظ على المملكة وتولي الخلافة من بعده ، لذلك أوصاها بالحفاظ على المملكة من بعده والاهتمام بشؤون الدولة ، وقدمت له وعد بذلك ..
ألقاب الملكة أروى :
اطلق المؤرخون لقب بلقيس الصغرى على أول سيدة مسلمة تتولى شئون الحكم وتتوج كملكة ؛ نظرا لاشتراكها مع الملكة بلقيس الشهيرة في رجاحة العقل والذكاء؛ وهي “أروى بنت أحمد الصليحى” ، هذا ويؤكد باحثون تاريخيون أن “أروى” ليس الاسم الحقيقي للملكة ، بل “السيدة بن أحمد الصليحي”، وسُميت “أروى” لأنها قامت ببناء ساقيتان لبلدة “جبلة” وجامع الجند في “تعز”، وأروت أهلها بالماء ، ولم يكن لقب “بلقيس الصغرى” الوحيد الذي أطلق عليها؛ حيث منحها الخليفة المستنصر بالله ألقاب متعددة منها؛ “السيدة الحرّة”؛ “وحيدة الزمن”؛ “سيدة ملوك اليمن”؛ “عمدة الإِسلام”؛ “ذخيرة الدين”؛ “عصمة المؤمنين” ، وتعتبر المرأة الثانية التي حكمت اليمن بعد “بلقيس″ (ملكة مملكة سبأ) ؛ وقد ظلت حتى القرن الحادي والعشرين مثلاً أعلى وقدوة لكل فتيات اليمن الطامحات واللاتي ينسبن أنفسهن كـ ”حفيدات أروى”..
الملكة أروى في كتب المؤرخين :
ذكرت بعض المصادر التاريخية أيضا بإنها ولدت في مدينة جبلة باليمن عام 1050م ، أمها “رداح بنت الفارع” زوجة “أحمد بن علي الصليحي” ملك اليمن. ولقد نشأت في رعاية “أسماء بنت شهاب” زوجة “علي بن محمد الصليحي” مؤسس الدولة الصليحية، وبعد وفاة والدها تزوجت والدتها من “عامر بن سليمان الزواحي” ..
ويروى أن والدها مات في “عدن” بسقوط البيت الذي كان يسكنه ، وإن “أروى” كانت في هذا الوقت في طفولتها ..
تزوجت من “أحمد بن علي” سنة 458هـ في فترة حكم أبيه، حيث تولى “بن علي” الحكم بعد وفاته عام 459هـ ، وقد انجبت لزوجها أربعة من الأولاد هم علي ومحمد وفاطمة وأم همدان ، وتولت بلقيس الصغرى أمور الحكم ، عقب تفويض زوجها لها، فكان أول ما قامت به ، بعد أن غادرت صنعاء ، أن اتخذت مقرها في قصر شيده زوجها في حصن بجبلة ، ونقل إِليه ذخائره وقامت بتدبير المملكة من هناك ، وبسطت سلطانها على القبائل اليمانية ، فخضع الناس لها ، وبعد وفاة زوجها سنة 481هـ إختلف الصليحيون فيمن يتولى الحكم ، وكان زوجها قد أوصى أن تسند أمور الدعوة إِلى الأمير “المنصور سبأ بن أحمد بن المظفر الصليحي” الذي طمح إِلى الزواج منها، فلم ترض بهذا الاختيار ، فاحتكم الأمير إِلى المستنصر بالله الفاطمي الذي أمر “أروى” أن تقبل به زوجاً ، وإن ظل هذا الزواج صورياً، وظلّت “أروى” تمسك بمقاليد الحكم الفعلية ، ولم تلبث أن أستقلت بأمر الحكم رسمياً بعد وفاة زوجها الثاني سنة 492هـ ، وأمتدت أيام حكمها بعد ذلك أربعين سنة ، وقال عنها المؤرخ “الحسن الهمداني”، : «الملكة “أروى” على جانب كبير من الأخلاق الفاضلة إلى جانب ما تمتعت به من جمال الخلقة ، فكانت بيضاء اللون مشربة بحمرة كاملة المحاسن جهورية الصوت ، قارئة ، كاتبة ، تحفظ الأخبار والأشعار والتواريخ وأيام العرب» ..
وقال عنها “الداعي إدريس قس” ، في كتاب عيون الأخبار : «متبحرة في علم التنزيل والتأويل والحديث الثابت عن الأئمة والرسول عليه السلام ، وكان الدعاة يتعلمون منها من وراء الستر ، ويأخذون عنها ويرجعون إليها ، وكانت إمرأة فاضلة ذات نسك وورع وفضل وكمال عقل وعبادة» ..
كم حكمت الملكة أروى :
بعد وفاة المكرم طمع “سبأ الصليحي” في الحكم ، إلا إن الخليفة الفاطمي المستنصر بالله أفتى بتولي أروى للحكم حتى بلوغ أبنها الاكبر سن الرشد ، منذ ذلك الوقت أستلمت أروى مقاليد الحكم على المملكة كان هذا في عام 1098م ، وأول ماعمدت على فعله هو نقل العاصمة من صنعاء إلى جبلة وذلك لكثرة النزاعات القبلية والصراعات في العاصمة صنعاء ، بذلك أمنت مكر أعدائها ، وقد ساد العدل والأخاء في عهد الملكة أروى وذلك لانها حكمت على مبادئ التسامح والأخاء وحرية العبادة ، كما أزدهرت البلاد وساد الرخاء الاقتصادي ..
أهم اعمال الملكة أروى :
- بناء جامع السيدة أروى المعروف حاليا في جبلة في اليمن ..
- بناء جزء من الجامع الكبير في صنعاء ..
- بناء المرافق الخدمية وجعلت الثير من الاراضي الزراعية وقف للمواشي ..
- ايصال مياة الشرب إلى كل سكان مدينة جبلة عن طريق سقاية تمتد من أعلى قمم الجبل الى البيوت ..
- الاهتمام بالعلم والعلماء ووفرت لهم المساكن وأعطتهم رواتب ، كما أمرت بتشكيل حلقات للعلم في جامع جبلة التي
- التحق بها طلاب العلم من كل مناطق اليمن ..
- قيام ثورة زراعية وتجارية نتيجه الاستقرار السياسي الذي جعل القوافل تاتي الى اليمن من كل المناطق العربية ..
- السماح بتعدد المذاهب وحق حرية العبادات وبهذا قلت النزاعات .
- تشجيع البناء والعمارة وإِنشاء المدارس والمستشفيات والمساجد ، ولم يقف نفوذها عند حدود اليمن ، فقد عهد إِليها الخليفة المستنصر بالله بالإِشراف على الدعوة الفاطمية في عُمان والهند كما
- بناء جامع صنعاء المشهور بالجامع الكبير ، وإيصال المياه إلى مدينة الجند ، وتبليط مدينة جبله بالأحجار والأسمنت ، وأنفقت الكثير من الأموال في شق الجبال وإقامة الأعمدة وشق الطرق ..
تقول روايات تاريخية إن الملكة أروى تبرعت بكل مجوهراتها إلى الملك الفاطمي في مصر ، وأوصته بنشر الإسلام في الهند ، وفي أواخر حكمها تمردت بعض الإمارات عليها ، مما استدعى إرسال “ابن نجيب الدولة” موفداً من الخليفة الفاطمي ، لإخضاع تلك الإمارات ، ومن ثم بدأ “ ابن نجيب الدولة” يسيء إِليها ويستخف بأمرها ويدعي أنها قد كبرت وخرفت وأستحقت أن يحجر عليها ، وحاول أن ينتزع الحكم منها، ولكن أمراء البلاد وشيوخها ساندوها وأتهموا “ابن نجيب الدولة” بالتآمر على الخلافة الفاطمية ، فأمر الخليفة بالقبض عليه وإِعادته إِلى مصر ، في نفس السفينة التي كانت تقلّه ..
ابرز صفات الملكة أروى :
كانت الملكة أروى تتصف بالمرأة الخلوقة والجميلة ، وهي بيضاء البشرة مائلة للاحمرار ، كما كانت لها صوت جهور ، تعتبر الملكة أروى قارئة وكاتبة جيدة ، تحفظ الاشعار ، كما تميزت بذكائها وفطنتها ، وخبرتها بأحوال الناس وقربها منهم هذا الأمر جعلها تنجح في إدارة البلاد والنهوض بها أثناء حكمها ..
مرض و وفاة الملكة أروى :
توفت الملكة اروى الصليحي عن عمر ناهز 90 عام بعد معاناة مع المرض استمرت طويلًا، ودفنت في ضريح لها في المسجد الذي سمي باسمها ، بعدها ضعفت الدولة الصليحية وإنتهت الدولة تماما عام 569 هـ بعد غزوة توران شاة لليمن حيث عمرت أروى طويلاً ، وتوفيت عام 532 هـ ، عن عمر يناهز الـ 88عاماً ودفنت في مسجد كانت بنته ، وقبرها ما يزال حتى اليوم مزاراً ، وعلى إِثر وفاتها دب الضعف في جسد الدولة الصليحية وتفككت أوصالها وصار الأمر فيها إِلى الأمراء من آل زريع ، وإنتهى أمر الصليحين تماما بعد أن غزا “توران شاه بن أيوب” اليمن سنة 569هـ ..