منوعات

من هو عبدالله بن عفان ؟

من هو عبدالله بن عفان ؟ هنا في مصر النهاردة ننشر لكم نبذة مبسطة عن عبد الله بن عثمان بن عفان، وهو أحد أحفاد النبي محمد من ابنته رقيّة، أبوه هو خليفة المسلمين الثالث عثمان بن عفان، ولد قبل الهجرة بعامين في الحبشة، وفي أوائل أيام حياته في المدينة المنورة بعد الهجرة من الحبشة نَقَره ديك في وجهه قرب عينه وأخذ مكان نقر الديك يتسع حتى مات في سنة 4 هـ الموافق 626، وكان عمره ست سنوات.


عبْدُ اللّهِ بنُ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ: أَخرجه ابن منده، وأَبو نعيم، وأُمه رُقَيَّة بنتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وبه كان أَبوه عثمان يُكْنى. ولد بأَرض الحبشة. قال مُصْعَب الزُّبَيْري: لما هاجر عثمان بن عفان ومعه زوجه رقية بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ولدت له هناك غلامًا سماه عبد اللّه. وروى عبد الكريم بن رَوْح بن عَنْبَسة بن سَعِيد ـــ مولى عثمان بن عفان، وكانت أُمه أُمُّ عَيَّاش لرقية بنت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ـــ عن أَبيه روح بن عَنْبسة، عن جدته أَم عياش قالت: ولدت رقية لعثمان غلامًا، فسماه النبي صَلَّى الله عليه وسلم عبد اللّه، وكنى عثمان بأَبي عبد اللّه، وعاش ست سنين، ومات ودخل رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم قبره، قاله الزبير بن بكار. وقَالَ أَبُو سَعْد النَّيْسَابُورِيّ في كتاب “شرف المصطفى”: ذكروا أن عبد الله بن عثمان مات قبل أُمِّه بسنَةٍ. قال ابن حجر العسقلاني: فعلى هذا يكون مات في السنة الأولى من الهجرة إلى المدينة.

أخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم، أخبرنا أبي، أخبرنا أبو بكر الحاسب، أخبرنا أبو محمد، أخبرنا أبو عمر بن حيوية، أخبرنا أحمد بن معروف، أخبرنا الحسين بن القهم، حدثنا محمد بن سعد حدثنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، عن يحيى بن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن عكرمة بن خالد، عن ابن عمر أنه سئل‏:‏ من كان يفتي الناس في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم? فقال‏:‏ أبو بكر وعمر، ما أعلم غيرهما‏.‏

أخبرنا أحمد بن عثمان بن أبي علي المقري، أخبرنا أبو رشيد عبد الكريم بن أحمد بن منصور بن محمد بن سعيد، أخبرنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان، حدثنا أبو بكر بن مردويه الحافظ، حدثنا دعلج بن أحمد، حدثنا محمد بن ايوب، حدثنا محمد بن سنان، حدثنا فليح بن سليمان، ثم سام أبو النضر، عن عبيد بن حنين وبسر بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري‏.‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوماً فقال‏:‏ ‏”‏عن رجلاً خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند‏”‏‏.‏ فبكى أبو بكر، فتعجبنا لبكائه أن يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل قد خيّر -وكان من المخير صلى الله عليه وسلم، وكان أبو بكر أعلمنا به- فقال‏:‏ ‏”‏لا تبك يا أبا بكر، إن أمن الناس في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذته خليلاً، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد، إلا باب أبي بكر‏”‏‏.‏

أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن قال‏:‏ أخبرنا أبي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمداني، أخبرنا أبو بكر خليل بن هبة الله بن الخليل، أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن بن القاسم بن درستويه، حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، أخبرنا إبراهيم بن يعقوب الجورجاني، حدثني الحسين بن عيسى، حدثنا عبد المد بن عبد الوارث، حدثنا عبد الواحد بن زيد، حدثني أسلم الكوفي، عن مرة، عن زيد بن أرقم قال‏:‏ دعا أبو بكر بشراب، فأتي بماء وعسل، فلما أدناه من فيه نحاه، ثم بكى حتى بكى أصحابه، فسكتوا وما سكت‏.‏ ثم عاد فبكى حتى ظنوا أنهم لا يقوون على مسألته، ثم أفاق فقالوا‏:‏ يا خليف رسول الله، ما أبكاك? قال‏:‏ ‏”‏كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته، يدفع عن نفسه شيئاً، ولم ار أحداً معه، فقلت‏:‏ يا رسول الله، ما هذا الذي تدفع، ولا أرى أحداً معك? قال‏:‏ ‏”‏هذه الدنيا تمثلت فقلت لها‏:‏ إليك عني‏”‏‏.‏ فتنحت ثم رجعت، فقالت‏:‏ أما إنك إن أفلت فلن يفلت من بعدك‏”‏‏.‏ فذكرت ذلك فمقت أن تلحقني‏.‏

قال‏:‏ وأخبرنا أبي، أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي، حدثنا محمد بن محمد بن أحمد العكبري، حدثنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن خلف بن خاقان، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد، أخبرنا أبو حاتم، عن الأصمعي قال‏:‏ كان أبو بكر إذا مدح قال‏:‏ اللهم أنت أعلم بي من نفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلني خيراً مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون‏”‏‏.‏

قال‏:‏ وأخبرنا أبي، أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا الحسين بن صفوان، أخبرنا أبو بكر القرشي، حدثنا الوليد بن شجاع السكوني وغيره، حدثنا ‏”‏أبو‏”‏ أسامة، عن مالك بن مغول سمع أبا السفر قال‏:‏ دخلوا على أبي بكر في مرضه فقالوا‏:‏ يا خليفة رسول الله، ألا ندعوا لك طبيباً ينظر إليك? قال‏:‏ قد نظر إلي‏.‏ قالوا‏:‏ ما قال لك? قال إني فعال لما أريد‏.‏

 أخبرنا أبو العباس أحمد بن عثمان، أخبرنا أبو رشيد عبد الكريم بن أحمد بن منصور بن محمد بن سعيد، أخبرنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان، أخبرنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، حدثنا ميمون بن إسحاق بن الحسن الحنفي، حدثنا أحمد بن عبد الجبار هو العطاردي، حدثنا أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏”‏ما نفعني مال قط، ما نفعني مال أبي بكر‏”‏‏.‏ فبكى أبو بكر وقال‏:‏ وهل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله?‏.‏

قال‏:‏ و أخبرنا أبو بكر بن مردويه، حدثنا أحمد بن محمد بن عاصم، حدثنا عمر بن عبد الرحيم، حدثنا محمد بن الصباح، حدثنا موسى بن عمير القرشي، عن الشعبي قال‏:‏ لما نزلت‏:‏ ‏{‏إن تبدوا الصدقات فنعما هي‏}‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏.‏ ‏”‏البقرة 271‏”‏ إلى آخر الآية قال‏:‏ جاء عمر بنصف ماله يحمله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على رؤوس الناس، وجاء أبو بكر بماله أجمع يكاد يخفيه من نفسه‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏”‏ما تركت لأهلك? قال‏:‏ عدة الله وعدة رسوله‏”‏‏.‏ قال‏:‏ يقول عمر لأبي بكر‏:‏ بنفسي أنت وبأهلي أنت، ما استبقنا باب خير قط إلا سبقتنا إليه‏.‏

وقد رواه أبو عيسى الترمذي، هارون بن عبد الله البزاز، عن الفضل بن دكين، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر قال‏:‏ أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق، ووافق ذلك مالاً عندي، فقلت‏:‏ اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته‏.‏ قال‏:‏ فجئت بنصف مالي، فقال‏:‏ ما أبقيت لأهلك? قلت‏:‏ مثله‏.‏ وجاء أبو بكر بكل ما عنده، فقال يا أبا بكر، ما أبقيت لأهلك? قال‏:‏ أبقيت لهم الله ورسوله‏.‏ قلت‏:‏ لا أسبقه إلى شيء أبداً‏.‏

أخبرنا القاسم بن علي بن الحسن الدمشقي إجازة، أخبرنا أبي، أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب، حدثنا أبو بكر الحميدي، حدثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال‏:‏ أسلم أبو بكر وله اربعون الفاً، فأنفقها في الله، وأعتق سبعة كلهم يعذب في الله‏:‏ أعتق بلالاً، وعامر بن فهيرة، وزنيرة، والنهدية، وابنتها، وجارية بني مؤمل، وأم عبيس‏.‏

زنِّيرة‏:‏ بكسر الزاي، والنون المشددة، وبعدها ياء تحتها نقطتان، ثم راء وهاء‏.‏

وعُبيْس‏:‏ بضم العين المهملة، وفتح الباب الموحدة، والياء الساكنة تحتها نقطتان، وآخره سين مهملة‏.‏

قال‏:‏ وأخبرنا أبي، أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أخبرنا أبو بكر الخطيب، حدثني الحسن بن علي ببن محمد الواعظ، حدثنا أبو نصر إسحاق بن أحمد بن شبيب البخاري، حدثنا أبو الحسن نصر بن أحمد بن إسماعيل بن سايح بن قوامة ببخارى، أخبرنا جبريل بن منجاع الكشاني بها، حدثنا قتيبة، حدثنا رشدين، عن الحجاج، بن شداد المرادي، عن أبي صالح الغفاري‏:‏ أن عمر بن الخطاب كان يتعاهد عجوزاً كبيرة عمياء، في بعض حواشي المدينة من الليل، فيستقي لها ويقوم بأمرها، فكان إذا جاء وجد غيره قد سبقه إليها، فأصلح ما أرادت‏.‏ فجاءها غير مرة كلا يسبق إليها، فرصده عمر فإذا هو بأبي بكر الصديق الذي يأتيها، وهو يومئذ خليفة‏.‏ فقال عمر‏:‏ أنت هو لعمري‏!‏‏!‏ قال‏:‏ وأخبرنا أبي، أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر، أخبرنا الفضيل بن يحيى، أخبرنا أبو محمد بن أبي شريح، أخبرنا محمد بن عقيل بن الأزهر، حدثنا محمد بن إبراهيم، حدثنا عبيد الله بن معاذ، حدثنا أبي، حدثنا شعبة، عن حبيب بن عبد الرحمن، سمع عمته أنيسة قالت‏:‏ نزل فينا أبو بكر ثلاث سنين‏:‏ سنتين قبل أن يستخلف، وسنة بعدما استخلف فكان جواري الحي يأتينه بغنمهن، فيحلبهن لهن‏.‏

قال‏:‏ وأخبرنا أبي، أخبرنا أبو بكر الأنصاري، حدثنا الحسن بن علي، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف أخبرنا الحسن بن القهم، حدثنا محمد بن سعد، أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة، عن مورق عن أبي سعيد بن المعلى قال‏:‏ سمعت ابن المسيب قال‏:‏ -وأخبرنا محمد بن عمر، حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن صبيحة، عن أبيه ‏”‏ح‏”‏ قال‏:‏ وأخبرنا محمد بن عمر، حدثنا عبد الرحمن بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال‏:‏ بويع أبو بكر الصديق يوم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، سنة إحدى عشرة وكان منزله بالسنح عند زوجته حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير، من بني الحارث بن الخزرج، وكان قد حجر عليه حجرة من شعر، فما زاد على ذلك حتى تحول إلى المدينة، وأقام هناك بالسنح بعد ما بويع له سبعة أشهر، يغدو على رجليه وربما ركب على فرس له، فيوافي المدينة فيصلي الصلوات بالناس فإذا صلى العشاء الآخرة رجع إلى أهله‏.‏ وكان يحلب للحي أغنامهم، فلما بويع له بالخلافة قالت جارية من الحي‏:‏ الآن لا يحلب لنا منائحنا‏.‏ فسمعها أبو بكر فقال‏:‏ بلى، لعمري لأحلبنها لكم، وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن خلق كنت عليه‏.‏ فكان يحلب لهم، فربما قال للجارية‏:‏ أتحبين أن أرغي لك أو أن أصرح?‏”‏ فربما قالت‏:‏ أرغ‏.‏ وربما قالت صرح‏”‏ فأي ذلك قالت فعل‏.‏

وله في تواضعه أخبار كثيرة، نقتصر منها على هذا القدر‏.‏

خلافته

أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن هبة الله الدمشقي، أخبرنا أبو العشائر محمد بن الخليل بن فارس القيسي، أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف بن أبي حبيب، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت، حدثنا أحمد بن بكرويه البالسي، حدثنا داود بن الحسن المدني، حدثنا المبارك بن فضالة، عن الحسن، عن أنس بن مالك‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏”‏رأيتني على حوض، فوردت علي غنم سود وبيض، فأولت السود‏:‏ العجم، والعفر‏:‏ العرب، فجاء أبو بكر فأخذ الدلو مني، فنزع ذنوباً أو ذنوبين، وفي نزعه ضعفٌ، والله يغفر له، فجاء عمر فملأ الحوض وأروى الوارد‏”‏‏.‏

قال‏:‏ وأخبرنا عبد الرحمن بن عثمان، حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة حدثنا الحسن بن حميد بن الربيع الخراز، حدثنا إبراهيم عن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن جده سلمة، عن أبي الزعراء، عن عبد الله بن مسعود قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏”‏اقتدوا باللذين من بعدي‏:‏ أبي بكر وعمر‏”‏‏.‏

قال‏:‏ و حدثنا خيثمة، حدثنا أحمد بن ملاعب البغدادي، أخبرنا خلف بن الوليد، أخبرنا المبارك بن فضالة، حدثني محمد بن الزبير قال‏:‏ أرسلني عمر بن عبد العزيز إلى الحسن البصري أسأله عن اشياء، فصعدت إليه فإذا هو متكئ على وسادة من أدم، فقلت‏:‏ أرسلني إليك عمر أسألك عن أشياء، فأجابني فيما سألته عنه، وقلت‏:‏ اشفني فيما اختلف الناس فيه‏:‏ هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم استخلف أبا بكر? فاستوى الحسن قاعداً فقال‏:‏ أو في شك هو لا أبا لك? إي والله الذي لا إله إلا هو، لقد استخلفه، ولهو كان أعلم بالله، وأتقى له، وأشد مخافة من أن يموت عليها لو لم يأمره‏.‏

أخبرنا منصور بن أبي الحسن الطبري بإسناده إلى أبي يعلى، ‏”‏حدثنا زكرياء بن يحيى‏”‏ ، حدثنا يوسف بن خالد، حدثنا موسى بن دينار المكي، حدثنا موسى بن طلحة، عن عائشة بنت سعد، عن عائشة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏”‏ليصل أبو بكر بالناس‏.‏ قالوا‏:‏ لو أمرت غيره? قال‏:‏ لا ينبغي لأمتي أن يؤمهم إمام وفيهم أبو بكر‏”‏‏.‏

أخبرنا إسماعيل بن علي، وإبراهيم بن محمد وغيرهما، بإسنادهم إلى أبي عيسى السلمي‏:‏ حدثنا النصر بن عبد الرحمن الكوفي، حدثنا أحمد بن بشير، عن عيسى بن ميمون الأنصاري، عن القاسم بن محمد، عن عائشة قالت‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏”‏لا ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يؤمهم غيره‏”‏‏.‏

 قال‏:‏ و حدثنا أبو عيسىن حدثنا عبد بن حميد، أخبرني يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثنا أبي، عن ابيه، أخبرني محمد بن جبير بن مطعم أنا أباه جبير بن مطعم أخبره‏:‏ أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم في شيءٍ فأمرها بأمر، فقالت‏:‏ أرأيت يا رسول الله إن لم أجدك? قال‏:‏ ‏”‏إن لم تجديني فأتي أبا بكر‏”‏‏.‏

أخبرنا أحمد بن عثمان بن أبي علي المقري، أخبرنا أبو رشيد عبد الكريم بن أحمد بن منصور بن محمد بن سعيد، أخبرنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد، حدثنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، حدثنا محمد بن سليمان المالكي، حدثنا يوسف بن محمد بن يوسف الواسطي، حدثنا محمد بن أبان الواسطي، حدثنا شريك بن عبد الله النخعي، عن أبي بكر الهذلي، عن الحسن البصري، عن علي بن أبي طالب قال‏:‏ قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أباب بكر فصلى بالناس، وإني لشاهد غير غائب، وإني لصحيح غير مريض، ولو شاء أن يقدمني لقدمني، فرضينا لدنيانا من رضيه الله ورسوله لديننا‏”‏‏.‏

أخبرنا أبو القاسم يعيش بن صقة بن علي الفقيه الشافعي، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي، أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد البزاز، أخبرنا عيسى بن علي بن عيسى الوزير، أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا إسحاق الأزرق، عن سلمة بن نبيط، عن نعيم بن أبي هند، عن نبيط -يعني ابن شريط- عن سالم بن عبيد- وكان من أصحاب الصفة- ‏:‏إن النبي صلى الله عليه وسلم لما اشتد مرضه أغمي عليه، فلما أفاق قال‏:‏ ‏”‏مروا بلالاً فليؤذن، ومروا أبا بكر فليصل بالناس‏”‏ – قال‏:‏ ثم أغمي عليه، فقالت عائشة‏:‏ إن أبي رجل أسيف، فلو أمرت غيره? فقال‏:‏ ‏”‏أقيمت الصلاة‏”‏? فقالت عائشة‏:‏ يا رسول الله، إن أبي رجل أسيف، فلو أمرت غيره? قال‏:‏ ‏”‏إنكن صواحبات يوسف، مروا بلالاً فليؤذن، ومروا أبا بكر فليصل بالناس‏”‏‏.‏ ثم أفاق فقال‏:‏ ‏”‏أقيمت الصلاة‏”‏? قالوا‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ ‏”‏ادعو إلي إنساناً أعتمد عليه‏”‏‏.‏ فجاءت بريرة وإنسان آخر، فانطلقوا يمشون به، وإن رجليه تخطان في الأرض قال‏:‏ فأجلسوه إلى جنب أبي بكر، فذهب أبو بكر يتأخر، فحبسه حتى فرغ الناس، فلما توفي قال -وكانوا قوماً أميين لم يكن فيهم نبي قبله- قال عمر‏:‏ ‏”‏لا يتكلم أحد بموته إلا ضربته بسيفي هذا‏”‏?‏!‏ قال فقالوا له‏:‏ اذهب إلى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فادعه، يعني أبا بكر‏.‏ قال‏:‏ فذهبت فوجدته في المسجد، قال‏:‏ فأجهشت أبكي، قال‏:‏ لعل نبي الله توفي? قلت‏:‏ إن عمر قال‏:‏ ‏”‏لا يتكلم أحد بموته إلا ضربته بسيفي هذا‏”‏‏!‏ قال‏:‏ فأخذ بساعدي ثم أقبل يمشي، حتى دخل، فأوسعوا له‏.‏ فأكب على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كاد وجهه يمس وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظر نفسه حتى استبان أنه توفي‏.‏ فقال‏:‏ ‏{‏إنك ميتٌ وإنهم ميتون‏}‏ ‏”‏الزمر 30‏”‏ قالوا‏:‏ يا صاحب رسول الله، توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم? قال‏:‏ نعم‏.‏ فعلموا أنه كما قال‏.‏ قالوا‏:‏ يا صاحب رسول الله، هل يصلى على النبي? قال‏:‏ نعم، قال‏:‏ يجيء نفرٌ منكم فيكبرون فيدعون ويذهبون حتى يفرغ الناس‏.‏ فعلموا أنه كما قال‏:‏ قالوا‏:‏ يا صاحب رسول الله، هل يدفن النبي صلى الله عليه وسلم? قال‏:‏ نعم‏.‏ قالوا‏:‏ أين يدفن? قال‏:‏ حيث قبض الله روحه، فإنه لم يقبضه إلا في موضع طيب‏.‏ قال‏:‏ فعرفوا أنه كما قال‏.‏ ثم قال‏:‏ عندكم صاحبكم‏.‏

ثم خرج، فاجتمع إليه المهاجرون -أو من اجتمع إليه منهم- فقال‏:‏ انطلقوا إلى إخواننا من الأنصار، فإن لهم في هذا الحق نصيباً‏.‏ قال‏:‏ فذهبوا حتى أتوا الأنصار، قال‏:‏ فإنهم ليتآمرون إذ قال رجل من الأنصار‏:‏ ‏”‏منا أميرٌ ومنكم أمير‏”‏ فقام عمر وأخذ بيد أبي بكر، فقال‏:‏ ‏”‏سيفان في غمد إذن لا يصطحبان، ثم قال‏:‏ من له هذه الثلاثة‏:‏ ‏{‏إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا‏}‏ ‏”‏التوبة 40‏”‏ مع من? فبسط يد أبي بكر فضرب عليها، ثم قال للناس‏:‏ بايعوا‏.‏ فبايع الناس أحسن بيعة‏”‏‏.‏

 أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله قال‏:‏ لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار‏:‏ ‏”‏منا أمير ومنكم أمير‏”‏ فأتاهم عمر فقال‏:‏ ‏”‏يا معشر الأنصار، ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر أن يؤم الناس? فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر? فقالوا‏:‏ ‏”‏نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر‏”‏‏.‏

أخبرنا القاسم بن علي الدمشقي، عن أبيه، أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن، حدثنا أبو الحسن الخلعي، أخبرنا أبو محمد بن النحاس، أخبرنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدثنا مشرف بن سعيد الواسطي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن زر بن حبيش، عن عبد الله قال‏:‏ كان رجوع الأنصار يوم سقيفة بني ساعدة بكلام قاله عمر، قال‏:‏ ‏”‏أنشدكم بالله، أمر أبو بكر أني يصلي بالناس? قالوا‏:‏ اللهم نعم‏.‏ قال‏:‏ فأيكم تطيب نفسه أن يزيل عن مقامه الذي أقامه فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم? قالوا‏:‏ كلنا لا تطيب أنفسنا، نستغفر الله‏!‏‏.‏

وقد ورد في الصحيح حديث عمر في بيعة أبي بكر، وهو حديث طويل، تركناه لطوله وشهرته‏.‏

ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجت مكة، فسمع بذلك أبو قحافة فقال‏:‏ ما هذا? قالوا‏:‏ قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ قال‏:‏ أمر جليل، فمن ولي بعده? قالوا‏:‏ ابنك‏.‏ قال‏:‏ فهل رضيت بذلك بنو عبد مناف وبنو المغيرة? قالوا‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ لا مانع لما أعطى الله، ولا معطي لما منع‏.‏

وكان عمر بن الخطاب أول من بايعه، وكانت بيعته في السقيفة يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم كانت بيعة العامة من الغد‏.‏ وتخلف عن بيعته‏:‏ علي، وبنو هاشم، والزبير بن العوام، وخالد بن سعيد بن الوقاص، وسعد بن عبادة الأنصاري، ثم إن الجميع بايعوا بعد موت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا سعد بن عبادة، فإنه لم يبايع أحداً إلى أن مات‏.‏ وكانت بيعتهم بعد ستة أشهر على القول الصحيح، وقيل غير ذلك‏.‏

وقام في قتال أهل الردة مقاماً عظيماً ذكرناه في الكامل في التاريخ‏.‏

أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال‏:‏ حدثني أبي، حدثنا وكيع، حدثنا مسعر وسفيان، عن عثمان بن المغيرة، عن علي بن ربيعة، عن أسماء بن الحكم الفزاري قال‏:‏ سمعت علياً يقول‏:‏ كنت إذا سمعت عن س صلى الله عليه وسلم حديثاً نفعني الله بما شاء أن ينفعني، فإذا حدثني عنه غيره أستحلفه، فإذا حلف لي صدقته، وإنه حدثني أبو بكر -وصدق أبو بكر- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏”‏ما من رجل يذنب فيتوضأ فيحسن الوضوء -قال مسعر‏:‏ ويصلي، وقال سفيان‏:‏ ثم يصلي- ركعتين فيستغفر الله إلا غفر له‏”‏‏.‏

متى توفي ابو بكر الصديق ؟

قال ابن إسحاق، ‏”‏توفي أبو بكر‏”‏ رضي الله عنه، يوم الجمعة، لسبع ليال بقين من جمادى الآخرة، سنة ثلاث عشرة، وصلى عليه عمر بن الخطاب‏.‏

وقال غيره‏:‏ توفي عشي يوم الاثنين‏.‏ وقيل‏:‏ ليلة الثلاثاء‏.‏ وقيل‏:‏ عشي يوم الثلاثاء، لثمان بقين من جمادى الآخرة‏.‏

وأخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم إجازة، أخبرنا أبي، أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، حدثنا شجاع بن علي، أخبرنا أبو عبد الله بن منده قال‏:‏ ولد -يعني أبو بكر- بعد الفيل بسنتين وأربعة أشهر إلا أياماً، ومات بعد النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين وأشهر بالمدينة، وهو ابن ثلاث وستين سنة‏.‏ وكان رجلاً أبيض نحيفاً، خفيف العارضين، معروق الوجه غائر العينين، ناتئ الجبهة، يخضب بالحناء والكتم‏.‏ وكان أول من أسلم من الرجال، وأسلم أبواه له، ولوالديه ولولده وولد ولده صحبة، رضي الله عنهم‏.‏

قال‏:‏ وأخبرنا أبي، أخبرنا أبو بكر الفرضين أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيوية أخبرنا أحمد بن معروف، أخبرنا الحسين بن القهم حدثنا محمد بن سعد، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، حدثني ليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب أن أبا بكر، والحارث بن كلدة كانا يأكلان خزيرة أهديت لأبي بكر، فقال الحارث‏:‏ ارفع يدك يا خليفة رسول الله، والله إن فيها لسم سنة، وأنا وأنت نموت في يوم واحد‏.‏ قال‏:‏ فرفع يده، فلم يزالا عليلين حتى ماتا في يوم واحد، عند انقضاء السنة‏.‏

  قال‏:‏ وأخبرنا أبي بإسناده عن محمد بن سعد، حدثنا محمد بن عمر، حدثنا محمد بن عبد الله، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت‏:‏ كان أول ‏”‏ما بدئ‏”‏ مرض أبي بكر انه اغتسل يوم الاثنين، لسبع خلون من جمادى الآخرة -وكان يوماً بارداً- فحم خمسة عشر يوماً، لا يخرج إلى صلاة، وكان يأمر عمر يصلي بالناس، ويدخل الناس عليه يعودونه وهو يثقل كل يوم ‏”‏وهو نازل يومئذ في داره التي قطع له النبي صلى الله عليه وسلم، وجاه دار عثمان بن عفان اليوم‏”‏، وكان عثمان ألزمهم له في مرضه، وتوفي مساء ليلة الثلاثاء لثمان ليال بقين من جمادة الآخرة سنة ثلاث عشرة، فكانت خلافته سنتين، وثلاثة أشهر وعشر ليال وكان أبو معشر يقول‏:‏ سنتين وأربعة أشهر إلا أربع ليال، وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة، مجمع على ذلك في الروايات كلها، استوفى سن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ‏”‏وكان أبو بكر ولد بعد الفيل بثلاث سنين‏”‏‏.‏

وهو أول خليف كان في الإسلام، وأول من حج أميراً في الإسلام، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة سنة ثمان، وسيّر أبو بكر يحج بالناس أميراً سنة تسع، وهو أول من جمع القرآن، وقيل‏:‏ علي بن أبي طالب أول من جمعه، وكان سبب جمع أبي بكر للقرآن ما ذكرناه في ترجمة عثمان بن عفان، وهو أول خليفة ورثة أبوه‏.‏

وقال زياد بن حنظلة‏:‏ كان سبب موت أبي بكر الكمد على رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ ومثله قال‏:‏ عبد الله بن عمر‏.‏

ولما حضره الموت استخلف عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما، وقد ذكرنا ذلك في ترجمة عمر، رضي الله عنه‏.‏

عبدالله بن عثمان بن عفان

 عبد الله بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، وأمه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبه كان أبوه عثمان يكنى‏.‏ ولد بأرض الحبشة‏.‏

قال مصعب الزبيري‏:‏ لما هاجر عثمان بن عفان ومعه زوجه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولدت له هناك غلاماً ما سماه عبد الله‏.‏

وروى عبد الكريم بن روح بن عنبسة بن سعيد، مولى عثمان بن عفان -وكانت أمه أم عياش لرقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم- عن أبيه روح بن عنبسة، عن جدته أم عياش قالت‏:‏ ولدت رقية لعثمان غلاماً، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله، وكنى عثمان بأبي عبد الله، وعاش ست سنين، ومات ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبره، قاله الزبير بن بكار‏.‏

السابق
ما اعراب كان جمال المنطقة رائعا
التالي
ما الفرق بين اسماء الصدارة التي تكون مبتدأ والتي تكون خبرا ؟

اترك تعليقاً

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply.