مسألة خدمة المرأة لزوجها، مسألة لا علاقة لها بالدين أصلا..
هذه مسألة يحكمها شيئان: 1- العرف 2- والوضع الاقتصادي..
ولا قيمة لكلام الفقهاء هنا – بما فيهم الأئمة الأربعة وابن تيمية – لأن هذه القضية تتغير بتغير الزمان والمكان..
فلا تقل لي: قال أبوحنيفة قال مالك قال الشافعي قال أحمد ابن حنبل..
لدينا واجبات للبيت وهي:
1- الكنس 2- المسح 3- التنظيف 4- غسيل وكي الملابس 5- المطبخ..
ولدينا واجبات للأطفال: 1- تنظيف أوساخهم 2- السهر (والبزى: رعاية الرضيع والفطيم) 3- أخذهم للمدرسة والعودة..
وواجبات لسكان البيت: كأم الزوج وأبي الزوج..
إذا كان لدينا زوج وزوجة فقط – أو حتى معهما طفلان – فهنا الأمر يهون..
ولكن إذا كان لدينا أطفال كثيرون، فهم إما بنات أو عيال:
1- إذا كان عدد البنات أكبر، فليس منطقيا أن يقوم العيال بعمل البيت: من كنس ومسح وتنظيف وغسيل ومطبخ..
2- ولكن إذا كان لدينا بنت واحدة والباقي عيال – أو لا يوجد بنت أصلا – فهنا يكون قيامهم بهذه الأعمال إجباريا..
ولكن إذا كانت الظروف المادية جيدة، فعندئذ يجب على الزوج أن ياتي لزوجته بخدامة.. تقوم بجميع شؤون البيت إلا المطبخ: المطبخ على الزوجة..
ولن تكون نظافة الخدامة – ولا حرصها على صحة الزوج والأولاد – أكبر من نظافة وحرص الزوجة الأم..
بقيت مسألة تعريف الخدمة وهو: ما لا يستطيع الرجل أداءه من أعمال، أو يستطيع ولكن ليس بإتقان المرأة..
أنا شخصيا طباخ ماهر، ولكني طبعا لست في مهارة بناتي، فضلا عن زوجتي..
أما حين أغسل القلصات مثلا، فإني أغسلها بدقة من الداخل بس.. أما من خارجها بماء فقط.. وحين كنت في الغربة، كنت أرمي القلص الذي تنظيفه من الداخل صعب: تجمد فيه السكر مثلا، أو لا تزول منه الألوان.. وأشتري غيره.. لست من هواة (الكداد)
قد لا يكون الطعام مشكلة – خاصة عند الأغنياء – لأن طعام المطاعم ألذ..
وأما الفقيه الأحمق – خاصة إذا كان سعوديا – الذي سيقول مثلا: لا يجب على الزوجة أن تغسل ملابس زوجها.. فهذا حتما ظروفه المادية جيدة، ويستطيع أن يأتي بخدامة تقوم بعمل البيت بالكثير جدا بمئة دولار شهريا..
ولكن ماذا إذا كان فقيرا، أو متوسط الحال.. فماذا عليه أن يفعل:
1- يقوم هو ويلبس الشورت، ويشغل الغسالة ويصبن الملابس..
2- أم يأخذها للمغسلة، ويدفع آلاف الريالات يوميا؟
وماذا إذا كان لديه عمل مهم في الصباح الباكر.. وقال لزوجته: ودي الأولاد أنت للمدرسة.. أنا معي عمل مهم.. هل تقول له: أنا نعسانة.. ودهم أنت.. وتشد البطانية وتنام؟
إذن القيام بأعمال البيت واجبة على المرأة، وإن كان تفضلا وتكرما منها في نفس الوقت..
تماما كما توفير مصاريف البيت واجب على الرجل، وإن كان تفضلا وتكرما منه في نفس الوقت..
ولكن – في الأمور المشتركة كإحضار الأولاد من المدرسة، والبزى إذا كانت الأم مرهقة ومتعبة، أو حتى الكنس والمسح والغسولة (غسل أواني المطبخ) فالتعاون واجب..
ولكن الأهم من كل ما سبق هو (وسخ الأطفال) من يغسل جحر الطفل؟
هل يعقل أن يكون هذا من عمل الرجل، وليس واجبا على المرأة؟
هل كان أبوحنيفة ومالك والشافعي وأحمد ابن حنبل – إذا خري أولادهم – يغسلون هم أجحارهم؟ طيب وماذا لو كانت بنتا لا ولدا؟ هل يمد يده إلى أعضائها ويدلكها؟ هل هذا يقول به عاقل، فضلا عن عالم؟
تذكروا أننا في عصر (الحفاظات) التي لم تكن على أيامهم..
وماذا إذا وسخ الطفل خارج الحمام، وفي أكثر من غرفة في البيت؟
هل يأخذ الرجل خرقة ويدور يتتبع مواضع الوسخ في البيت وينظفها؟
هل هذا يفعله رجل عادي، فضلا عن مدير أو ضابط أو دكتور أو قاض؟
أنا أتخيل أحد الأئمة الأربعة – أو ابن تيمية – في زماننا هذا، قال لزوجته: هاتي قلص شاهي، وهي مشغولة بالواتس.. وبعد مرور نصف ساعة تقول: لم أسمع.. السماعات كانت في أذني.. ماذا سيكون موقف فضيلته.. هل سيغير فتواه أم لا؟!
وأما الأحمق الذي سيقول: كان رسول الله يخدم نفسه بنفسه، ويخصف نعله..
فليجبنا عن هذا السؤال: هل كان رسول الله يغسل أوساخ أولاده، وهو متزوج بتسع؟
إذن ليس تنظيف أوساخ الأطفال – خاصة البنات – من أعمال الرجال..
حتى لو كان في الأسرة بنت واحدة، وعشرة عيال.. فهذا تدريب لها لكي تصبح أما صالحة.. أم إنها ستنادي الجيران لكي يغسلوا لها جحر المولود بعد أن تتزوج؟!
إذن هذا حتما عمل النساء.. حتى لو كانت وزيرة أو سفيرة أو رئيس جامعة.. أو رئيس محكمة..
إما أن تنظفي أنت، أو تأتي بخدامة تكون تحت إشرافك وعلى مسؤوليتك.. وأنت التي تدفعين لها مرتبها.. إلا إذا كانت الظروف المادية للرجل تسمح..
وأما رعاية شؤون والدي الزوج، فصحيح أنها ليست (واجبة) على الزوجة..
ولكن هذا تكرم وتفضل منها.. وأمر يرفع من مكانتها في عين زوجها، ويزيد محبتها في قلبه.. وهنا تأتي الحكمة الأنثوية، والزوجة هي التي تحدد موقعها (بتصرفاتها) في قلب زوجها..
أضف إلى ذلك: أن هذا من أعمال الخير، التي يحبها الله، وتكون سببا في تثقيل ميزان الحسنات، وبالتالي دخول للجنة..
بقيت أهم نقطة في العلاقة بين الزوجين، وهي المرأة التي لا تؤدي حقوق زوجها (الجنسية) أو تؤديها ولكن (من غير نفس) هذه أطلق عليها عرب الجاهلية – التي أخذتها لغة القرآن – لقب (ناشز)
وهذه ليس لها أي حقوق مادية؛ لأن نفقة الزوجة مشروطة بالمتعة (الجنسية الكاملة)
فإذا لم تتوفر، فإن الذي يجب عليه هو أن يعاملها معاملة أولاد: الغذاء والدواء والكسوة الضرورية وبس..
ويوفر فلوسه.. ويروح هو يبحث عن زوجة غيرها، تكون عاقلة.. بدل هذي المهفوفة المتلوزة.. المتأثرة بالثقافة الأوربية والأمريكية..
وأما هي فنقول لها: يا حمقاء،
خلي دعاة (تحرير المرأة والمساواة) – إذا تزوج عليك زوجك، أو حتى طلقك – ينفعوك/ ش!
#د_رصين_بن_صالح
https://www.msrdy.com/