((إيش عليّ أنا من الناس و أيش على الناس مـنّـي)) قصيدة اشتهرت في ثمانينيات القرن الميلادي المنصرم بأنها أغنية غزلية خليجية تلوكها ألسن الفنانين لتوهم قصص غرام من حالة اللاغرام .. قصائد للإستهلاك فقط..
لكن في الحقيقة أن هذه الأغنية ليست خليجية من أيام الثمانينات ، بل هي أندلسية عمره،ا 700 عام، وليست غرامية ، بل هي قصيدة وعظية في غاية الروعة وتحمل في طياتها نصائح وحـِكـم وألفاظ من اللهجة العامية الأندلسية..ولهذا يسرنا اليوم احبابنا الكرام ان ندرج لكم من خلال موقع معلمي من القائل لهاذي القصيده .
قائلها هو الشاعر: {أبو الحسن الشـشـتري} (610 – 668 هـ)
ويُعتبَر أبو الحسن الشاعر الزاهد من أهل قرية ششتر في الأندلس, وهو ابن عائلة ثريَّة, لكنه فضَّل الفقر والسكن في الأزقة كحال المُشرَّدين أي أنَّه آثر الحياة البسيطة جداً ولم يكن يلبس إلا الملابس الرثة، وكان يُجوِّد في تلاوة القرآن, وكان يتجول في الأسواق وهو يسرُد فيها أشعاره على المارَّة, ومع شديد الأسف, فإنَّ الشاعر صوفي وشعره مُكتظ بالأخطاء العقائدية التي يصل بعضها إلى حد الشرك والعياذ بالله.
القصيدة
شويـّخ من أرض مكناس, وسط الأسواق يغني
إيش عليا أنا من الناس وإيش على الناس مني
أيش عليا ياصاحب من جميع الخلايق
أفعل الخير تنجو وأتبع أهل الحقايق
لا تقل يا بني كلمه إلا إن كنت صادق
خذ كلامي في قرطاس وأكتبو حرز عني
أيش عليا أنا من الناس وإيش على الناس مني
ثمّ قولٌ مبينٌ ولا يحتاج عباره
أيش على حد من حد أفهموا ذي الإشاره
أنظروا كبر سني والعصا والغراره
هكذا عشت في فاس وكذا هون هوني
أيش علي أنا من الناس وأيش على الناس مني
وما أحسن كلامو إذا يخطر في الأسواق
ترى أهل الحوانيت يلتفتولو بالأعناق
الغراره في عنقه وعكيكز وأقراق
كويس, مبني على ساس كما أنشأه الله مبني
أيش عليا أنا من الناس وأيش على الناس مني
ياإلهي رجوتك جد علينا بتوبه
بالنبي, قد سألتك والكرام الأحبه
الرجيم قد شغلني وأنا معه بنشبه
قد ملى قلبي وسواس مما هو يبغي مني
أيش علي أنا من الناس وأيش على الناس مني
شويـّخ من أرض مكناس وسط الأسواق يغني
أش علي أنا من الناس و أش على الناس مني
