أصبحنا في الآونة الأخيرة نسمع عن كثرة الشكوى من المشاكل بين الآباء والأبناء التي لا حصر لها في مجتمعنا، فالأم تشتكي من ولدها الذي يعود متأخرًا في ساعات الليل أو الوالد الذي يشتكي من عصبية ابنته وغيرها من المشاكل التي يغفل عنها الأبناء أو يفعلونها بتعمد كامل لجهلهم بالدين أو بأهمية رضا الوالدين وضرورته وتعاليمه في القرآن والسنة والأعراف وفي كل الديانات التي تقرّ برضا الوالدين كأهم المبادئ في الأسرة والمجتمع، وقرن الله عز وجل رضاه برضا الوالدين في كثير من الآيات، فلا يجب على الأبناء أن ينسوا فضل الوالدين في تعبهم وسهرهم عليهم والاعتناء بهم ليلًا ونهارًا، لكن هناك العديد من الأبناء لا يطيعون والديهم ويكونون عاقين لهم برغم تقديم الأهل لكل وسائل الواحة والحب والتقدير لهم.
أسباب عقوق الوالدين جهل كثير من الأبناء بمعنى البر وضرورة بر الوالدين ومعناه في القرآن الكريم والسنة النبوية التي تحث على البر وأكدته في كثير من الآيات والأحاديث بأسلوبي الترغيب والترهيب. التربية السيئة من الوالدين لأبنائهما بحيث يضرب الأب ابنه أو يسيء له نفسيًّا، فيولد الكره والحقد وحب الانتقام لدى الأبناء، فيردون بالإساءة لوالديهم. عدم زرع قيم الحب والود والرضا في نفوس الأبناء في صغرهم وتنشئتهم على تلك القيم. التأثر بأصدقاء السوء ومحاولة تقليدهم في تعاملهم مع آبائهم. الدلال الزائد والحرص الكبير على راحة الأولاد يسبّب لديهم حب السيطرة ويزرع في أنفسهم أن الوالدين مجبوران على فعل تلك الأشياء التي اعتادوا عليها في صغرهم. التّناقض في التربية والقيم التي يوجه بها الآباء أبناءهم وقيامهم بعكسها يولِّد لدى الأبناء التمرد والتنمر والعصيان. علاج عقوق الوالدين قد يكون من الأفضل أن يزرع الوالدان من الصغر قيم البر ومعانيها وأساليبها وصورها وتوضيح معاني الرضا وتفسير الآيات التي تتعلّق بالبر والأحاديث التي ترغب رضا الوالدين وترهب عقوق الوالدين، وعلى الوالدين أن يكونا هما أصدقاء مقربين لأبنائهم ويزرعوا في علاقتهم الحب والود والاحترام والتفاهم، ويجب الانتباه إلى نوعية الأصدقاء الذين يجلس معهم الأبناء لتأثرهم الشديد بأصدقائهم الذي يمكن أن يكتسبوا منهم تلك العادة، ويطبقونها على والديهم في المنزل، وكما يجب التوعية بأهمية الوالدين ودورهم في الحياة وما يمكن أن يحصل للأبناء في حال لم يكن الوالدان موجودان في حياتهم..